×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة العاصمة تطلق حملة تطال كافة الشوارع الحيوية في العاصمة  

صورة الخبر

أكّد فضيلة د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد عثمان بن عفان بالخور أن من أهمّ العظات والعبر المأخوذة من رحلة الإسراء والمعراج هي التفكر في ربط الله تعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى.. مشيرًا إلى أن هذا الربط لم يكن عبثًا، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ولكنها إشارات وتنبيهات لهذه الأمّة حتى لا تفرط في الأقصى لما له من الحرمة والقدسية عند الله. وقد استهلّ د. المريخي خطبته، قائلاً " في ليلة من ليالي هذه الدنيا، وفي وقت أراد الله سبحانه أن يبدّل مجريات الأمور في هذا الكون، حدثت حادثة عظيمة لأهل الأرض والسماوات لم يعهدوها ولم يعرفوا مثلها من قبل، في مكة البلد الحرام في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرج سقف البيت وينشقّ ورسول الله نائم فينزل جبريل ومعه ملكان عليهم السلام ويأخذون رسول الله إلى زمزم ويشقّ صدره الكريم ويستخرج قلبه وينزع منه حظ الشيطان، ويغسله بزمزم، ثم يمتلئ القلب بإذن الله حكمة وإيمانًا، ثم يطبق جبريل صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤتى له بدابّة دون البغل وأكبر من الحمار بيضاء فتحمله وجبريل إلى المسجد الأقصى، وتضع حافرها عند مدّ بصرها، فيسري به إلى الأقصى وهناك يحيي الله له جميع الأنبياء والمرسلين فيصلي بهم عليه الصلاة والسلام ركعتين إمامًا. أبواب السماوات وتابع فضيلته" ثم يعرج به إلى السماوات السبع ويطرق جبريل باب كل سماء فتفتح بإذن الله ويقابل الأنبياء والمرسلين، فيجد آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم وسلامه، فيجد آدم عليه السلام في السماء الدنيا عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر إلى من هم عن يمينه ضحك وإذا نظر إلى الذين عن شماله بكى، فسأل جبريل عن هذا الرجل ومن عن يمينه وشماله فقال هذا آدم وهؤلاء الذين عن يمينه ذريته أهل الجنة والذين عن يساره ذريته أهل النار) رواه البخاري. ومضى بالقول "حتى يأتي سدرة المنتهى فيتقدم ويتأخر جبريل قائلاً (وما منا إلا له مقام معلوم)، ويناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ويفرض عليه الصلوات الخمس بأجرها الخمسين، حيث تردد بين ربه وموسى حتى خففت إلى خمس صلوات بعد أن كانت خمسين صلاة في اليوم والليلة. قبلة ترضاها وأوضح أنه بعد ذلك عاد صلى الله عليه وسلم إلى الأرض في ليلته، ثم يصبح فيخبر قريشًا فتكذبه وتسخر منه ويصدقه أبو بكر رضي الله عنه ويسميه النبي عليه الصلاة والسلام صديقًا. وبين د. المريخي أن بسبب ذلك أصبح المسجد الأقصى قبلة للمسلمين ستة عشر شهرًا وزيادة ويموت من الصحابة بعضهم وهم يصلون إلى الأقصى ثم يكرم الله تعالى رسوله فيعطيه مناه الذي تمناه بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام، يقول تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام)، وتصبح الكعبة أو البيت الحرام قبلة المسلمين ويكون المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لافتًا إلى أن المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، مساجد تشدّ إليها الرحال، ولها أفضلية وقدسية على سائر المساجد في الدنيا، أما بقية المساجد فتتساوى في الفضل والأجر. وبيّن فضيلته بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج بيان ما للمسجد الأقصى من قدسية عند الله ورسوله والمؤمنين، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين والصلاة فيه بخمسمائة صلاة، وهو مبارك وما حوله مبارك (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله). إخوة الخنازير وأكّد أنّ المسجد الأقصى اليوم في يد إخوة الخنازير اليهود الذين يحاولون في كل يوم هدمه لإقامة هيكلهم المكذوب، والمسلمون في هذه الأزمان المتأخرة منذ ثلاثين سنة وأكثر أو أقلّ وهم يحاولون تطهيره من الأرجاس اليهودية، وأشار إلى أن المسلمين هناك في كل يوم يموتون أو يودعون واحدًا تلو الآخر يموتون دفاعًا عن الأقصى لا يملكون إلا أجسادهم وصدورهم العارية والحجارة وإلى الآن لا يملك العرب المسلمون حيلة لتخليص أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وأشار إلى أن العبر والعظات التي تؤخذ من حادثة الإسراء والمعراج هي التفكر في ربط الله تعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فلم يكن الربط عبثًا، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ولكنها إشارات وتنبيهات لهذه الأمة حتى لا تفرط في الأقصى، وذلك لأن له من الحرمة والقدسية عند الله كما للمسجد الحرام والنبوي، لافتًا إلى أنه قبلة الأنبياء والمرسلين وهو قبلة لنا أول الأمر. وقال فضيلته إن الله تعالى أشار في كتابه ورسوله في سنته إلى مكانة الأقصى. وتساءل في ذات السياق، قائلاً " فهل يجوز أن يفرط في المسجد الحرام لا سمح الله أو المسجد النبوي؟، فإذا كان الجواب: أن أرواح المسلمين وأجسادهم في مشارق الأرض ومغاربها فداءً للحرمين، كذلك فدماء المسلمين وأرواحهم تذهب فداءً للأقصى وتحول أجسادهم دون مسّ الأقصى أو تدنيسه. واستطرد قائلاً :" كذلك يجب أن يكون ذلك هو الشعور الإيماني عند المسلمين أهل السنّة بالنسبة للمسجد الأقصى وسائر المقدسات الشرعية الإسلامية". سوء الظن بالله وتابع أن الأمة وما أصابها من ضعف وهزيمة نفسية وتفكيرية وقلة الإيمان وسوء الظن بالله ربّ العالمين وضعف الثقة به وما عنده من الأجور والثواب والوعد الصادق، والضعف بالمغيبات والثقة بالمحسوسات والاغترار بما عند الناس، خاصة عند الكافرين والخوف منهم كل ذلك وغيره وأكثر منه جعل الحال سيئًا للغاية، حتى جاهر الأعداء بمساندة اليهود ومدهم بالسلاح وإحباط المشاريع العربية والإسلامية التي تدين اليهود والوقوف معهم بقوة وحزم، موضحًا أن بهذا جاهر الصليبيون ويجاهرون اليوم وفي كل وقت، والأمة تسمع وترى بعيون شاخصة وآذان مصغية وريق يكاد يجفّ ولسان يكاد ييبس ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولفت د. المريخي إلى أن من العبر والعظات المأخوذة من الإسراء والمعراج فريضة الصلاه، التي قلّ وزنها عند كثيرين من أبناء الأمة وضعف الاهتمام بها إلى درجات لا يكاد يتصورها العاقل، فهي تؤجل لأدنى سبب، وتهمل لأحقر شاغل، ويمكن أن تلغى نهائيًا عند البعض وما زال كبار وكهول من أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا يصلون الصلاة نهائيًا أو يأتونها على فترات عند الفراغ من الدنيا وشواغلها ينقرونها نقرًا كأنهم يمنون على الله أن صلوا له ركعة. وأضاف إن من وراء هؤلاء ظهرت الأجيال التي ألقت الاهتمام بالصلاة فلا تستبعدون أن ينام الآن أبناؤنا عن صلاة الجمعة، فضلاً عن الصلوات الخمس. موضحًا أن المقام ليس مقام بيان حال الصلاة في الشرع، ولكن عظة تؤخذ وعبرة تستفاد من الإسراء والمعراج، فإن رسول الله أوصى بها وهو يودع الناس والدنيا وهو على فراش الموت، ثبت أنه كان يقول (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم). شرع الصلاة وقال في ذات السياق، إن الله تعالى شرع الصلاة وفرضها على رسوله وعباده في المعراج في السماوات، بينما سائر الأركان شرعت في الأرض، أو جاء الأمر بها عن طريق جبريل عليه السلام إلى رسول الله، وهذا يعني أهمية الصلاة ويبين مقامها، وقد قال تعالى موصيًا بها (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)، وقال (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)، وهمّ رسول الله بإحراق بيوت على أهلها؛ لأن رجالها لا يشهدون الصلاة مع الجماعة، ولولا ما في البيوت ممن لا جماعة عليهم ولم يطالبهم الله تعالى بشهود المساجد (مثل النساء والذرية) لأحرق عليهم بيوتهم، وقال عليه الصلاة والسلام (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف إلى قوم في منازلهم لا يشهدون الصلاة في جماعة فأحرقها عليهم) متفق عليه، وقال (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).