«حتى تحب حيواناً.. سيظل جزءا من روحك غير مستيقظ»، مؤمنة أنا جداً بهذه العبارة التي لا أعرف كاتبها، ولكنني مؤمنة أكثر أن انقاذ القطط مخصص للأقوياء من الرحماء ولا يناسب ضعاف القلوب، فالبعض منّا يتعامل مع الحيوان كنوع من أنواع المظهر والتظاهر الاجتماعي ونشر الصور في الانستغرام والسناب شات، أما البعض الآخر الذي نعوّل عليه فهم أولئك الذي يرونه جزءًا انسانياً أصيلًا فيهم، أقصدُ شكلًا من أشكال الرفق والرحمة. الذي يرحم ابنه فقط، ولا يرحم ابن غيره من الناس، فإن رحمته هذه لا قيمة لها إطلاقاً، لأنها رحمة فطرية غريزية كما يقول «الشيخ محمد النابلسي»، لكي تكون انساناً رحوماً حقاً.. ليس عليك أن ترحم ابنك فقط.، بل عليك أن ترحم ابن الغريب أيضاً، وابن عدوك، وابن الدواب والحيوانات. لأن الرحمة أبداً.. أبداً لا تتجزأ. إن «تبنّي القطط» ليس ترفاً كما يدعي البعض، وليست ألعاباً لأطفالك بمناسبة نجاحهم، وليست هدايا لأشخاص قد يتخلون عنها يوماً، كما أنه ليس من حق أيّ شخص مهما كانت درجة كرهه للحيوانات أن يسخر من مصطلح «التبنّي» بحجة أن الطفل اليتيم أولى، بينما يقف متفرجاً وممسكًا بفخذ دجاجة يقرمشها أمام قناة الأخبار التي تبث السيئ والأسوأ، دون أن ينقذ أحداً. من المهم أن نعرف أن الخير ليس وجهاً واحداً، فلا بد أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لنكون سببًا في رزق غيرنا واطعامهم سواء أكانوا بشراً أم حتى نملاً، كلباً أم عصافير؟. خاصة أن القطط لم تكن حيواناً ينقل المرض والعدوى إلا بعد أن جعلناه كائناً مشرداً يتغذى على بقايانا ومخلفاتنا في الشوارع، لهذا تعرفت قبل فترة على أغلب الجمعيات التطوعية التي تعنى بالرفق في محاولة لدعم نشاطهم التطوعي بأي طريقة، وتابعت أنشطتهم وحساباتهم مثل (riyadhcats -Shargyah Paws –open paws -soft0aws-Pawsep) وكذلك حملة طالبات مدارس الظهران الأهلية الرائعات (Icare_das). لا يجب أن نهمل هذا الجزء من الرحمة فيها، هذه الجمعيات ذات الجهد النبيل والتي ظهرت نتيجة الوعي والرحمة تستحق الدعم الحكومي والشامل لاعانتها على أداء مهامها، كما تحتاج لملاجئ للحيوانات، ولفتح عيادات بيطرية متخصصة وغير ربحية تساعد على عمل عمليات التعقيم والاخصاء بدلا من انجاب المزيد من القطط لقتلها أو الإلقاء بها بعيداً لتموت جوعاً وعطشاً. على أرواحنا أن تستيقظ وتحب حيوانا واحداً وترعاه على الأقل. وإن كنت لا تستطيع التبني لأي سبب كان، أرجوك هذه الجمعيات التي ذكرتها ومثيلاتها أيضاً بحاجة لعلاج الكثير من القطط ولعلب الطعام والرمل الطبي والأدوية، تواصل معهم ففي كل كبد رطبة أجر. ماجستير تربية خاصة - مدرب معتمد