×
محافظة المنطقة الشرقية

هيرنانديز يقود النصر الى ربع نهائي الكأس

صورة الخبر

في ظني أن عدة أمور حالفها التوفيق في مقالي ليوم الجمعة الماضي، الثامن من مايو ٢٠١٤م، أول تلك الأمور أن جوهر المقال وروحه ومادته الأساسية كانت شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية «متعه الله بالصحة والعافية»، والأمر الآخر أن الثوب العام الذي لبسه المقال كان ثوب حب وود بين الجمهور العريض وبين هذا الرجل الذي حاز نصيبا كبيرا من تقدير واحترام ومحبة الناس، الأمر الثالث أن السياق العام لما كتب في المقال كان يراوح بين ما يدور في أذهان الناس ووجدانياتهم وعواطفهم، وما تطرحه عليهم الظروف من أسئلة أحبوا بعضها وتوقعوه، واستمعوا إلى البعض الآخر لأنه كان يجب أن يستمعوا له لا أكثر. وأنا في مرحلة تلقي ردود الفعل ممن اعرفهم أو ممن سهلت وسائل التواصل الحديثة التعامل معهم، انهمر سيل من الكتابات في الصحافة المحلية والعربية تتحدث حول التطورات التي تشهدها بلادنا على وجه الإجمال، ومن بينها الوضع الجديد لسمو الأمير سعود الفيصل، وتجمع لدي يقين بأن الناس من خلال إقبالهم على كل ما كتب تقريبا عن هذه الشخصية قد أسسوا جسرا من الود والحب غير المنظور بينهم وبين سيرة هذا الرجل وسحر الشخصية لديه، ولأني على يقين أن هذه المعاني السامية والراقية للعلاقة بين الناس على اختلاف مواقعهم في سلم المجتمع وبين رجل شغل منصبا مرموقا في الحياة العامة هي نتاج حالة فريدة في الجانبين، تختصرها مقولة إن الناس لا يمكن أن تجمع بعواطفها إلا على من يكون جديرا بالحب والتقدير والإعجاب. وأعود لما كتب في الأيام الأخيرة وهو في الواقع لم يخل من الحب في لغته العامة، واشتمل إضافة إلى ذلك على خصال وعادات وطباع وسجايا وأوصاف لسمو الأمير، لا اشك ان الناس يحدوهم شغف وشوق كبيرين لمعرفتها وللاطلاع عليها، لذا فضلت أن اعرض لموضوعين اثنين بشيء من التركيز والاختصار، لعل من سأل أو استوضح مداخلاته لي بعد مقال الأسبوع الماضي يجد فيهما ما يغذي علاقة الحب تلك بين الناس وبين سمو الأمير، الموضوع الأول مقال للكاتب زياد الدريس نشرته صحيفة الحياة ١١ مايو ٢٠١٥، العنوان مختصر ومركز وذو دلالة عميقة الأيقونة، الشيء الذي ربما خلق حالة الحب اللا نهائية هذه وعمقها في وجدان الناس، تلمسها المقال بشفافية عندما ألمح إلى حقيقة أن سمو الأمير كشخصية متميزة استمر في منصب وزير الخارجية كل هذه السنوات، وليس العكس، وأن الدبلوماسي الرصين المتزن في الكلام المتعمق في التفكير، ترك منصب الوزير، ولكنه لم يترك الخارجية، العبارة بقوتها وعمق دلالتها كما وردت في المقال ربما تشير إلى عنصر استمرار علاقة الحب والتواصل الحسي مع الناس. الموضوع الثاني مادته مقال مطول جاء بقلم معالي الدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية نشرته صحيفة الشرق الأوسط ٩ مايو ٢٠١٥م، ميز المقال عندي أمران: الأول انه بقلم رجل يتحدث عن سمو الأمير عن قرب، الأمر الآخر ان المدة التي عايش الكاتب سمو الأمير فيها فترة قياسية وتقترب من أربعة عقود، وربما يجد الناس معلومات إضافية غاية في الدقة والتفصيل عن الشخصية التي أحبوها، علاوة على سجايا رائعة بل قد أقول نادرة تتعلق بأسلوب سمو الأمير مع الموظفين الذين لم يظهر لهم منه يوما تبرم ولا غضب ولا تقريع ولا تذمر، سيحب الناس وستتعلم الأجيال القادمة من هذه الشخصية حرصه الشديد في أن تكون خطاباته في المحافل الدولية وهو ينافح عن قضايا بلاده وأمته مستوفية لعرض الأحداث حتى الأخيرة منها، والتي لم يعلن عنها إلا في كلمات الوفود التي سبقته بالحديث. قد يكون من المفيد أن اختم حديثي باتجاهين، الاتجاه الأول نصيحة لكل المسئولين ومن بينهم أصحاب السعادة والمعالي الوزراء أن يستفيدوا من ملاحظة لافتة تعرض لها الدكتور نزار في شخص سعود الفيصل بوضوح، وهي قدرة سموه على امتصاص مشاعر الموظف الذي يأتي لمقابلته وهو في أعلى حالات التوتر أو الإحباط أو القلق، أما الاتجاه الثاني فإن كثيرا من المواقف والحالات والصفات التي حرص المقال على اختصارها في كلمتين هما: سعود الفيصل، وفي رأيي أن كتابا أو أكثر يصعب أن توصل للناس كل الصور التي يتمنون مشاهدتها، ومع ذلك يبقى الكتاب أليق وأنسب، خاصة عندما يكتب بقلم الدكتور نزار. مستشار وباحث في الشأن الدولي