قال المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي جوزيف ماكميلان: «إن القمة الخليجية-الأمريكية يجب أن تعقد سنويًا للحفاظ على زخم التنسيق بين الجانبين في مرحلة وصفها بالانتقالية على الصعيد الإقليمي»، وقال ماكميلان في حوار مع «المدينة»: «إن الجانبين نجحا في تحديد نقاط الالتقاء ونقاط التباين بين مواقف كل منهما قبل القمة وأن من شأن ذلك أن يجعل النقاش بينهما أكثر تحديدًا وشفافية»، وأشار المسؤول الأمريكي السابق إلى أجندة اللقاء قائلا: «لو نظرنا إلى نقاط الحوار بين الجانبين نظرة عامة سنجد أنهما متفقان على إدراج عدد من القضايا الامنية في الشق الاول من جدول القمة وعدد آخر من القضايا الاقليمية في الشق الثاني، وفي الشقين لا تتطابق وجهات النظر تمامًا وهو أمر طبيعي تمامًا، إلا أن الاتجاه العام للشق الأول هو تعميق الالتزامات الأمنية الأمريكية بحرية الملاحة في الخليج وبالوقوف الى جانب دوله في حال تعرضها لأي اعتداء خارجي». وتابع: «أما في الشق الثاني فإن هناك انتقادات توجه الى إدارة اوباما بشأن الوضع في سوريا، ويرى كثيرون أن الأزمة هناك استمرت لأطول مما يمكن احتماله سوريًا أو إقليميًا، كما يرى هؤلاء أن إدارة الرئيس أوباما تلكأت طويلاً وتبنت سياسات مترددة، وواقع الحال أن تلك الانتقادات لا تترد فقط في منطقة الخليج وفي الشرق الأوسط بصفة عامة بل إنها تتردد هنا في واشنطن أيضا بل وداخل إدارة أوباما نفسها، وهناك مسؤولون في وزارات مختلفة يقولون ما يقوله أبناء الخليج، ومن المفيد أن يناقش الجانبان ذلك إلا أن المفيد أكثر هو أن يتفقا على تكرار تلك اللقاءات بصفة دورية لأن التواصل المشترك بين القادة هو عنصر بالغ الأهمية في العلاقات بين الدول». وقال ماكميلان: إن الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن يمر بمرحلة انتقالية، وأضاف: «القمة لا يمكن أن تأتي في موعد أكثر ملائمة من اللحظة الحالية، هناك عواصف تهب على الشرق الأوسط، وهي عواصف تتسع دومًا وتحاول دول مجلس التعاون أن تلعب دورًا في استعادة الاستقرار الإقليمي، وهذا الاستقرار يتعرض لتدخلات تهدف إلى قلقلته من خارج المنطقة، إن دول الخليج تحتاج إلى واشنطن في هذه اللحظة الفارقة وقد وقفت معنا تلك الدول في لحظات فارقة مهمة بالنسبة لنا في السابق ومن الطبيعي أن نجد القادة الآن يجلسون معًا لكي يشرح كل منهم رؤيته لما يريده من الطرف الآخر»، وأشار مساعد الوزير السابق إلى أن التوقعات تشير إلى بدء صفحة جديدة من العلاقات بين واشنطن ودول مجلس التعاون قائلا: «أعتقد أن هذا ما تأمله الإدارة، ونحن بحاجة لأن نشرح رؤيتنا لقضية الاتفاق النووي مع إيران ورؤيتنا للسياسات الإيرانية في المنطقة بوضوح شديد، العرب قلقون لأسباب لا تتعلق بالهواجس أو الافتراضات، إنهم يرون تدخلات فعلية في العراق وسوريا واليمن، إنهم لا يتصورونها في خيالهم إذ أننا نعرف أنها تحدث وقد وثقنا ذلك بأكثر من وسيلة، ما بقي إذن هو أن نضع سياسة مشتركة لمواجهة هذه القلاقل، المسألة ليست استهدافًا لإيران إنها مسألة معارضة أي تدخلات خارجية في شؤون المنطقة أيًا كان من يقوم بها»، وقال ماكميلان: «أعتقد بالفعل أن صفحة جديدة ستبدأ من علاقات الجانبين، وأعتقد أنها ستكون صفحة مؤسسة على الشفافية والتفاهم المباشر، وآمل أن تتكرر القمة سنويًا كما أشرت لأن ذلك سيؤدي إلى تعميق الفهم المتبادل لحدود وهموم الطرفين كل من الآخر».