×
محافظة المنطقة الشرقية

دخول «تاريخي» لأربع نائبات محجبات إلى البرلمان ينهي حظر أتاتورك

صورة الخبر

اضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الاسبوع الفائت لاستدعاء حكومة الوفاق الوطني المشكلة من الاحزاب والقوى الموقعة على المبادرة الخليجية الى اجتماع استثنائي لمناقشة الاختلالات والاضطرابات الامنية التى تصاعدت وتيرتها في الايام الاخيرة بشكل تسبب في سخط المواطنين كرد فعل على ذلك الانفلات الذي استغله تنظيم القاعدة الارهابي في تنفيذ العديد من عملياته الاجرامية واستهداف عدد كبير من ضباط وكوادر المؤسسة الامنية والعسكرية في عدة مدن رئيسية بما فيها العاصمة صنعاء. وبالقدر الذى بدا فيه الرئيس هادي منزعجاً من الاداء الحكومي المرتبك ما دفع به الى مطالبة الحكومة بإعادة حساباتها فيما يتصل بالوضع الامني والتهديدات الارهابية والتخريبية واعمال العنف التى تنهش البلد كالسرطان فإنه وبالقدر ذاته ظل محتفظاً بتفاؤله تجاه النتائج المتوقعة من مؤتمر الحوار الوطني الذى شارف على الانتهاء وما سيفضي اليه من توافق حول مشروع وطني يلتف حوله كل اليمنيين من اجل بناء يمن جديد معافى وسليم من كل آفات وامراض الماضي يعول عليه ان يكون ملعباً للفرص والآمال والعيش الرغيد لا ساحة للقهر والفقر والبطالة والسلاح والجنازات. ولابد وان الجميع يأمل فعلاً ان يتجاوز اليمن كل مصاعبه ومتاعبه وان يصل بعد كل الاحداث التى عرفها الى بر الامان مع ذلك يبقى من الواضح ان الامال وحدها لا تكفي لتغلب هذا البلد على معضلاته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتى زاد من تعقيدها التركيبة القبلية للشعب اليمني بل إن ما يحتاجه اليمن هو وصفة سحرية عاجلة تخرجه من نفق التداعيات الامنية بالتزامن مع توقف الخلافات السياسية والتجاذبات الحزبية التى تعتمل اليوم داخل مؤتمر الحوار الوطني حول العديد من الملفات والقضايا الصغيرة والكبيرة كالخلاف على شكل النظام الفيدرالي ومكونات الدولة الجديدة والترتيبات الخاصة للفترة المقبلة التى ستبدأ عقب المرحلة الانتقالية المنتهية في 21 فبراير القادم حيث ولابد ان يدرك اليمنيون ان التحديات الاصعب هي من تبدو اليوم شاخصة خارج مؤتمر الحوار وبعيداً عن خلافات السياسيين الذين يطلون على واقع بلادهم من شرفات احد الفنادق الفاخرة في العاصمة صنعاء فالعناصر الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة التى خرجت من جحورها في الجبال والكهوف لتقوم بالانتشار داخل المدن والقرى والسيطرة على مناطق كانت محصنة امنياً حتى وقت قريب هي من ستفرض منطقها العنيف اذا ما ظل الجميع يتعامل مع افعالها الاجرامية على انها احداث عابرة يمكن القضاء عليها وتجفيف منابعها في التوقيت الذى تراه الدولة مناسباً للمواجهة. وقد يكون من الصادم ايضاً القول إن اوجاع اليمن لا تتوقف عند حدود حربه المفتوحة مع تنظيم القاعدة وجناحه العسكري ممثلاً بما بات يعرف بأنصار الشريعة المتعطش لسفك الدماء والقتل وإشاعة الخراب والدمار والرعب فهناك تحديات اخرى تضاف الى هذا التحدي الخطير وهي من تتجلى اليوم بصورة صارخة في المشروع الانفصالي الذى يتغلغل في الجنوب والذي يسعى الى اعادة تقسيم اليمن الى دولتين ان لم يكن الى عدة دويلات لا تملك قرارها وفي الجانب الاخر يبرز ايضاً المشروع الحوثي الذى يتكئ على منهجية دينية طائفية شبيهة بمنهجية حزب الله اللبناني الامر الذى ينذر بتحريك صراعات داخل جبهة اليمن الداخلية على غرار ما يحدث في العراق ولبنان وافغانستان ما يعني معه ان المواجهات التى تجري على ارض اليمن تدور على ثلاثة محاور اساسية تضم القاعدة والحوثيين والحركات الانفصالية وهذه المشاريع الثلاثة وإن كانت تختلف في ايديولوجيتها فإنها تتفق على تمزيق وتفتيت اليمن وتحويله الى ارض محروقة تشتعل بالفتن والفوضى والحروب والدماء. وقد يكون من الغريب ان الوضع الراهن في اليمن مثقل الى جانب تلك التهديدات بسلسلة طويلة من المشكلات الموروثة والجديدة والمتراكمة والناجمة عن استفحال حالات الفقر والبطالة وتدهور الاوضاع الاقتصادية واتساع دائرة التناقضات الاجتماعية وانغماس القوى السياسية وراء مصالحها على حساب شقاء هذا البلد وتعاسته والذى تنهش جسده الازمات وتغتاله الاهواء والشهوات والشبهات. قد يرى البعض في هذا الطرح نوعاً من التشاؤم مع اني في الحقيقة لست ممن يميلون الى التشاؤم او الترويج للاحباط لكنها (الحقيقة المرة) التى لا تترك مجالاً لأي حديث آخر عن اليمن وهو ما يدعو الفاعلين الاساسيين داخل مؤتمر الحوار لأن يطرحوا على انفسهم اسئلة قد تشكل الاجابة عنها مساهمة تنير للسفينة وجهة مأمونة وتفتح امامهم نوافذ جديدة لاكتشاف افضل الحلول .. اذ ان عليهم قبل غيرهم ان يسألوا انفسهم اين تبدأ ازمات اليمن وأين تنتهي ؟ وهل اليمن يعيش ازمة هوية ام انه الذي يعاني من ازمة ضمير ناتجة عن تقصير ابنائه ؟ وهل الحل بأيدي من يتصدرون المشهد في هذه اللحظة الحاسمة والحساسة ام انهم الذين يستجدون الحل من الخارج؟ ام ان هذا البلد من صمم اصلاً ليعيش واقعاً قلقاً لا يمكنه الخروج منه سوى بالرؤى المتداولة في مؤتمر الحوار الوطني او حتى بنصائح خبراء الامم المتحدة ؟ اذ ان مثل هذه التساؤلات ربما هي من قد توصلهم الى وضع اليد على الجرح وتشخيص الداء ومن ثم ايجاد الدواء والذى لاشك وان مفعوله يبدأ باستعادة هيبة الدولة اليمنية والأخذ بمبدأ المواطنة المتساوية وتعزيز الوحدة الوطنية وفرض سيادة النظام والقانون على كافة افراد المجتمع. وبالتأكيد إذا ما توفرت هذه الارادة فإن معالجة الازمات الخانقة والمركبة والمعقدة التي يعاني منها اليمن ستكون سهلة.. اما من يريد حل مشاكل اليمن باستخدام المسكنات فانه كمن يحرث في البحر او يمشي على رمال متحركة..