الزعماء العرب أقروا في قمة شرم الشيخ التي عقدت مؤخرا مشروع العقد العربي الذي يتكفل بأن تكون الدول العربية خالية من الأمية خلال العشر سنوات القادمة، وعلى الرغم من أنه مشروع حضاري لو تم ضم مشروعين آخرين له، يتمثلان في عقد عربي لإنقاذ الدول العربية من الفقر وعقد مماثل لتطهير الدول العربية من الأمراض المستوطنة، لأصبح للدول العربية ومواطنيها شأن آخر غير الذي ترسف فيه الآن مقيدة إلى معوقات الفقر والجهل والمرض. ورغم القيمة الحضارية لقرار محو الأمية والطموح الذي يكاد يكون خياليا لقرارات مماثلة لمعالجة الفقر والأمراض المستوطنة إلا أن ذلك كله يبدو للمواطن العربي في كثير من البلدان العربية ترفا ليس بحاجة إليه بعد أن تم اختصار كل أمنياته وتطلعاته وطموحاته إلى شيء واحد فقط هو أن يبقى حيا فقط لا غير متعهدا ألا يطالب حكومات بلاده بشيء آخر مدى الحياة. الزعماء العرب تعاهدوا على محو الأمية خلال سنوات عشر فقط بينما يدرك المواطنون العرب في بعض الدول العربية الثورية الحاليين والسابقين أن زعماء بلدانهم قد تعهدوا بمحو حياة المواطنين في تلك البلدان خلال فترة لا تبلغ تلك السنوات العشر، وهم بتعهدهم هذا يضمنون أن لا يبقى في أوطانهم أمي كما لن يبقى في أوطانهم متعلم كذلك. المواطن العربي في هذه البلدان سيكون مستمتعا بجهله وفقره وبما هو مصاب به من أمراض مستوطنة إذا مكنته الأوضاع الأمنية في بلاده من أن يبقى حيا قادرا على أن يحلم بالتخلص من الجهل والفقر والمرض. ولو أن هؤلاء تمكنوا من الاجتماع في قمة خاصة لصرخوا في وجه الثوار من الرؤساء مثل صالح وبشار وسواهم: اتركونا أحياء فقط.