×
محافظة المنطقة الشرقية

«الأثايبة» يتحمل إهمال المقاولين

صورة الخبر

في الزمن الماضي كانت الدول المستعمرة تغزو بجيشها وقواتها الدول التي ترى لها مصلحة ما في غزوها، فتحتلها بقوتها العسكرية وتأخذ في استغلالها ونهب خيراتها وتسخيرها لخدمة مصالحها، وكانت في مقابل ذلك تدفع ثمنا يرهقها بسبب ما يقوم به أبناء الدول المحتلة من مقاومة للغزاة وتضييق عليهم وإحداث خسائر بين صفوفهم في الأرواح والأموال. في هذا العصر، بدا للدول الغازية أن توفر على نفسها ما كانت تتحمله من خسائر بشرية ومالية عند غزوها للدول، فتفتق ذهنها عما هو أشد شرا وأخطر أثرا على الدول التي تحتلها من الاحتلال العسكري المكشوف، تفتق ذهنها عن أساليب محدثة تمكنها من الحصول على ما تريد دون أن تضطر إلى دفع ثمن يرهق كاهلها أو يثير امتعاض شعبها واحتجاجاته، فاتجهت إلى زرع ما أسمته (الفوضى الخلاقة) داخل الدول التي تسعى إلى استغلالها والانتفاع من ورائها، وهي حقا (خلاقة) بالنسبة لها، فهي أداة مناسبة تشق بها طريقها إلى ما تريد دون وقوعها في خسائر تذكر. عمدت تلك الدول إلى إشعال الفتن وسط بعض البلدان العربية وتعزيز الاضطرابات والفوضى داخلها، لتقوم تلك البلاد بتدمير نفسها بنفسها، فيأكل بعضها بعضا، حتى إذا ما أنهك جسدها سقطت خائرة القوى فسهل التسلط عليها والتحكم فيها. نجحت تلك السياسات الخبيثة في إحداث الفوضى وسط البلاد العربية وتعزيز الاضطرابات والتقاتل داخلها، فشغلت الناس بما يحدث بينهم من نكبات ومصائب في بلدان مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا، أو غيرها من البلاد العربية التي هي قاب قوسين أو أدنى من انبثاق الشر داخلها، فصارت المحاجر تدور فزعا مما يحدث من نكبات على يد داعش والحوثيين والنصرة والقاعدة وغيرها من الحركات الآيديولوجية المقاتلة. باتت الفتن تتفجر في كل مكان واحدة إثر الأخرى، والمجرمون يتكاثرون كبكتيريا شرسة تفتك بالجسد العربي، والأمل في الشفاء بعيد، بعد أن خلت اليد من العثور على مضاد مناسب يردع تلك الحركات ويكف عن الناس أذاها. انكفأ العرب على جراحهم يطببونها منشغلين بآلامهم، فكان أن وجدت الدول المنتفعة طريقها ممهدا عبر خريطتها التي رسمتها كما ترجو وتحب، فراحت تعربد بانتشاء.