يحتفي الفنانان التشكيليان عبدالله العتيبي وسيد حسن الساري بالرمز في سياق اعمالهما التشكيلية- وذلك وفق منظومة فنية تتحرك في اكثر من اتجاه، كما ان رؤيتهما للمنظور التشكيلي الخاص بالألوان تبدو معبرة عن جملة من المشاعر تلك التي تبث في انسجة اعمالهما بتناسق جذاب وقدرة على الاتيان بمواضيع مفعمة بالرمزية ومتحركة في اتجاهات عدة. هكذا جاء معرض الفنانين عبدالله العتيبي وسيد حسن الساري الذي اقامته الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وافتتحه الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل علي الرومي وبحضور رئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان. وتواصل العتيبي في معرضه الشخصي مع الكثير من المدلولات، تلك التي استقرأها من اتجاهات رمزية اتخذها من شراهة الألوان وتبادل الرؤى بين عناصر الاعمال على اسطح اللوحات. ومن ثم فإن التنوع في الاعمال كان هو المحور الذي اعتمده العتيبي في نقل افكاره الى لوحات تشكيلية ذات تنقلات حسية مختلفة. ثم بدت التجربة التشكيلية في اعمال الفنان التشكيلي البحريني سيد حسن الساري، منحازة لرؤى تتفاعل بشكل مباشر مع الرمز الذي بدت فيه المضامين متوهجة بالحيوية، ومتحاورة مع الانسان بأكبر قدر من التكثيف والايحاء، وبالتالي فإن المشاعر اتسمت بالابحار في اجواء حسية متناسقة مع حزمة من العناصر تلك التي اراد الفنان ابرازها في اعماله التشكيلية المتنوعة. وعلى هذا الاساس فإن المعرض احتضن رؤيتين مختلفتين في المضامين والاشكال والمشاعر، غير انهما متفقتان في مسألة الاحتفاء بالرمز والتواصل مع الكثير من الرفقاء الانسانية المفعمة بالمشاعر. وقال رئيس اتحاد التشكيليين العرب رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية نائب رئيس الرابطة الدولية للفنون الفنان عبدالرسول سلمان في حديثه عن المعرض: «عبدالله العتيبي وحسن الساري في اعمالهما لحظات متداخلة من الشخوص الإنسانية ذات الاستطالات والامتدادات والاشكال الواقعية يستثمر كل منهما حالة الألق بغموض او يتذكر ان حوادثه وآثاره التي تشبه البصمات فوق حائط من الرمال»... واضاف «ان حركات اللون في اعمال حسن الساري توحي بإيقاع حالم يعكس الدهشة والنور الآتي من الماضي حيث دفء الامكنة والحنين الى الازمنة، التي تتابعت فيها الحياة الانسانية واللون الاحمر يعادل تأثيراته وانعكاساته وقدرته على الاتصال باللحظة الجمالية، ويبرز حركة اللون ومدى استعداده، لأنه يشكل حيزا مقنعا في اعماله... اما عبدالله العتيبي فإن تجريداته وتركيباته اللونية المتنوعة غالبا ما كونت احساسا متواترا مع الابيض فبدت ما بين الشفافية والنعومة مليئة بالطرح الدرامي وايضا بالحيوية والجاذبية الفنية وحيوية مدهشة.» وختم بقوله: «يشترك العتيبي مع ضيفه ساري في ابراز اجساد وشخوص انسانية تتراقص في فضاء اللوحة تكاد تتدرج وتتمايل عبر الخطوط الرقيقة التي تتشكل فيها الاشكال يعطي جماليته الخاصة به قد يبهرك ويشدك اعمالهما الفنية التي فيها طموح واحلام وخيال من خلال الرموز والخطوط والالوان فيها التأكيد على خليط من الامل والثقة في النفس والرغبة في التحدي لثبات الذات».
