أكد رئيس قسم طب العائلة والعيادات الشاملة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض د. عبدالله الخنيزان، أن الإهمال الطبي يعد أهم أسباب إقامة الدعاوى الطبية ضد العاملين في الحقل الطبي سواء في المملكة أو على مستوى العالم، لافتاً إلى حاجة العاملين لمعرفة النظام الذي يحكم ممارساتهم الطبية، إلى جانب حاجة المرضى لمعرفة حقوقهم في الرعاية الطبية وحقهم في التعويض الأدبي والمالي عند وقوع الخطأ الطبي. وأضاف د. الخنيزان خلال فعاليات الندوة العلمية لأخلاقيات مهنة الطب والقضاء الطبي التي نظمها المستشفى التخصصي مؤخراً، أن النظام الذي يحكم القضاء الطبي والأخطاء الطبية وإجراءاته في المملكة يحتاج إلى مراجعة ليكون دوره أكثر فعالية في تحديد المسؤول عن الخطأ الطبي في حال وقوعه بشكل فعال وعاجل، مشيراً إلى أهمية مراجعة تلك الأخطاء وتدوينها ونشرها ليستفيد منها العاملون في الحقل الطبي في تجنب تكرار حدوثها، وتحديد الأسباب المؤدية للوقوع فيها بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة وضمان سلامة المرضى. وأكد على ضرورة إنشاء هيئة عليا تعنى بالأخطاء الطبية والقضاء الطبي لتقوم بتلك المهام، لافتاً إلى أن إنشاء هذا النوع من الهيئات أثبت فعاليته على غرار نجاح الهيئة البريطانية للقضايا والشكاوى الطبية (NHSLA) في معالجة الأخطاء والشكاوى الطبية بشكل فعال ومُرضٍ بنسبة بلغت 98 في المئة من القضايا خلال فترة وجيزة. من جانبه، قال استشاري أمراض الباطنة ورئيس اللجنة المنظمة للندوة الدكتور حسام جنيد ان الندوة ناقشت الجوانب المختلفة لأخلاقيات مهنة الطب، وأخلاقيات البحث العلمي الطبي، وسبل التعامل مع الأخطاء الطبية، إضافة إلى التعريف بدور الهيئة الصحية الشرعية، لافتاً إلى أن الندوة حظيت بمشاركة الشيخ د. حمد الرزين رئيس الهيئة الصحية الشرعية سابقاً وعدد من القضاة والمحامين والأطباء ذوي الخبرة، وقد أوصت الندوة بأهمية إنشاء هيئة عليا للأخطاء الطبية، وتكثيف النشاطات التوعوية للمرضى والعاملين في الحقل الطبي للتعريف بحقوقهم في هذا المجال. وأشار إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات الدورية التي ينظمها قسم طب العائلة والعيادات الشاملة منذ 5 سنوات لرفع الوعي الصحي وتدريب الكوادر الطبية في مجال الوقاية ومعالجة الأمراض المزمنة.