عشرون عاماً من العطاء والسخاء ومعادلة لا حدود لها من ابتكارات الإبداع والعمل القيادي العصري، فمنذ أن عين وليّاً للعهد لإمارة دبي، حقق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قفزات نوعيّة وكميّة بخطى ابتكارية إبداعية في كل الاتجاهات، وما بينها لتلامس الإنجازات والمخرجات المتواترة وكثير من التغييرات والتحولات والتحديات التي تقتضيها التطورات المدنية والثقافية والتقنية والحضارية المعاصرة حتى غدا بدبي وشماً أخاذاً على خريطة العالم. وعندما يُختار الشيخ محمد بن راشد لجائزة الشيخ زايد، يرحمه الله، للكتاب كشخصية العام الثقافية، نجد ذلك تكريماً للإبداع الثقافي والفكر الإنساني من جهة، ولشخصية تحمل رؤية نحو الحياة وتنمية إنسانها ومكانها من جهات، فوازنت بين المحافظة على ثقافة المجتمع الإماراتي وهويته الأصيلة وموروثه الرصين، لينطلق من المحلية إلى العالمية بأعلى القيم والأدوات المعرفية، لتحمل الثقافة الإنسانية ممزوجة بروح الإبداع والابتكار. فالكثير اليوم من المبدعين في مجالات القيادة، يستلهمون الكثير من ثقافة قائد مُبدع، استطاع أن يضع دبيّ، برؤيته المُميّزة، في المُقدمة، حتى أصبح صديقاً للرقم واحد، وأيقونته التي لا يقبل إلا بها، فصنع من دبيّ صدارة وتفوقاً وإبداعاً وثقافةً وفناً، بمنح مساحات مفتوحة للمبدعين، لتجعلهم يستقون إبداعاتهم من روحها الطّموحة الجامحة، فكانت المعارض الفنيّة المتنوعة مركزاً عالمياً لتغذية الحياة الفنيّة والثّقافيّة في دبيّ لتجعلها أكثر عمقاً وجمالاً، استطاعت بعزيمته أن تجد لنفسها مكاناً حيوياً في خريطة الفن العالميّة، كما أوجد بيئة محفّزة على الإبداع، وهنا ينقلنا المشهد الثّقافي في دبيّ إلى آفاقٍ أرحب، وأبعادٍ مكانيّة أسهمت بشكل جليّ في إمداد هذا المشهد بباقات متنوّعة من الإبداع والابتكار. ولأن الجائزة التي تعتمد على أسس علمية وموضوعية لتقييم العمل الإبداعي، تعتبر الأكثر تنوعاً وشمولية لقطاعات الثقافة، مقارنة مع الجوائز العربية والعالمية الأخرى، إلا أنه يبقى لهذه الجائزة وقع خاص في قلوب الجميع، لأنها تحمل اسماً غالياً لشخصية رسخت تاريخاً وقيماً ومبادئ في وجدان كل عربي اسم الوالد زايد طيب الله ثراه. ونحن كسعوديين، نكن لهذه الجائزة الدولية، والرمزية الرصينة الحب الكبير، لأنها تحمل اسم قائدٍ غالٍ على الأمة العربية والإسلامية، ولأنها كذلك ازدانت وتشرفت في دورتها الماضية باختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يرحمه الله، وتتسامى كذلك مع جهود الشيخ محمد بن راشد في دعمه اللامحدود، للطلبة السعوديين في دبي والمثقفين والأدباء. فهو صاحب تجربة تنموية، وثقافية ملهمة، ونموذجية ومتجددة، أثبتت للعالم إمكانية تعايش الحضارات والتنوع والاختلاف جنباً إلى جنب، بتسامح ومحبة وسلام، مع احترافية للقيادة العصرية، وأناقة الحضور والتواصل الأنموذج المشرّف، تحفها حماسة تكامليّة تتناثر في كل اتجاهات الإمارات وزواياها حتى رؤاها.