تشير الدراسات إلى أن واحداً من بين كل عشرة أطفال يعاني الشخير أثناء النوم، لكن هل الشخير عند الأطفال أمر عادي أم شيء يدعو للقلق؟ والشخير عند الأطفال، لحسن الحظ، ليس كما هو الحال عند الكبار . فعند الأطفال يقتصر الشخير على الصفير أو صعوبة التنفس، لكن إذا ما سمعت صوت تنفس الأطفال فهذا يعني أن هناك عائقاً ما ينبغي التحقق منه . يعاني ثلث إلى نصف الأطفال الذين يشخرون انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو ما يعني أنهم محرومون من الأكسجين الكافي أثناء نومهم، وهذا أمر خطير قد يؤثر على تطوّر النمو الذهني والبدني والاجتماعي للطفل . تأثير انقطاع التنفس أثناء النوم تشير الدلائل الطبية إلى أن الطفل الذي يعاني انقطاع التنفس أثناء النوم أكثر عرضة تسع مرات في أن يكون ضمن نسبة 10% الأقل في التحصيل الدراسي عند سن السادسة، والطفل الذي يشخّر في النوم حتى عمر السادسة هو أكثر عُرضة بست مرات لأن يكون من بين نسبة 25% الأقل في التحصيل الدراسي قبل وصولهم إلى الثانوية العامة . وإلى جانب ذلك، يسجّل الأطفال الذين لم يعالجوا من انقطاع التنفس أثناء النوم في اختبار تحديد درجة الذكاء (IQ) معدلاً يقل عشر نقاط عن قدراتهم . كما أظهرت الدراسات أيضاً أن هناك صلة بين اضطرابات النوم عند الأطفال وقصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD ) حيث من المحتمل أن يتحوّل الأطفال الذين لا يحصلون على قدر كاف من النوم إلى سلوكيات مصاحبة لقصور الانتباه وفرط الحركة كوسيلة للتعويض . لذا فإن من الضروري مراقبة الأطفال الذين يعانون قصور الانتباه وفرط الحركة لمتابعة مشكلات النوم مثل الشخير . أهمية الكشف المبكر كلما جرى الكشف مبكراً عن الشخير عند الأطفال كان من الممكن التخلّص منه مبكراً، لكن لا تعتمد فقط على الطبيب العام أو طبيب الأطفال للتعاطي مع هذه المشكلة، فالطبيب العام يتعامل مع الأطفال عند مرضهم، ما يجعل من الصعب تقييم الحالة الطبيبعية للطفل الذي يفحصه . وقد لا يعي الآخرون العلاقة بين المجاري التنفسية ونمو الأسنان، فانقطاع التنفس أثناء النوم يصاحبه في الغالب التنفس من الفم، الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب في نمو الأسنان والفكين . ونتيجة لذلك فإن أطباء الأسنان هم في الغالب أول من يرى تغيرات دقيقة من الممكن أن تؤثر في هذه المشكلة . الإنصات الجيد وإذا كان لديك أطفال أو أحفاد في سن الطفولة، استمع جيداً إلى الأصوات الصادرة عنهم أثناء النوم، فالأطفال ينبغي أن يتنفسوا من الأنف والفم كما أن عملية التنفس ينبغي أن تكون صامتة . فإذا وجدتهم يتنفسون من الفم أو سمعت إلى أصوات تنفسهم لابد أن تفحص الأمر بدقة . وإذا كنت تعلم أن الأطفال يجري علاجهم من قصور الانتباه وفرط الحركة، فتحقق مما إذا كانوا يعانون الشخير أو يتنفسون من الفم، فقد تنقذ هؤلاء الأطفال من التشخيص أو العلاج الخاطىء وغيرهما من المشكلات، التي قد يعاني منها الطفل طوال حياته ." دور الأخصائي بعد إجراء عملية الفحص، يتم بتحويل الطفل، إذا استدعت الضرورة ذلك، إلى أخصائي أذن وأنف وحنجرة، أو إلى طبيب متخصص في النوم للتأكد من التشخيص السليم . ومن الممكن أن يكون العلاج إجراء عملية استئصال اللوزتين، إذا احتاج الأمر إلى ذلك، لإزالة العوائق أمام مجاري التنفس . وفي السنوات الأخيرة تم إدخال استخدام الليزر لإجراءات بدون ألم ونتائج أسرع في الشفاء . وفي مرحلة لاحقة، قد يتطلّب الأمر توسيع سقف الحلق للمساعدة في نمو سقف الحلق لدى الأطفال .