أكدت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس، مواصلة غاراتها الجوية المكثفة على مقار القيادات الحوثية ومعسكراتهم وتجمعاتهم في محافظة صعدة شمالي اليمن، كما استهدفت كتيبة الدفاع الجوي في مطار صنعاء، وتكبدت مليشيات الحوثي خسائر فادحة في معارك على جبهات عدة في اليمن، في وقت رد المتمردون بقصف المدنيين في الضالع، ما أوقع عشرات الضحايا. وفي ثاني إنذار للمدنيين بمغادرة صعدة، قال العميد أحمد العسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي، إن أمن المواطن اليمني يتساوى مع أمن المواطن السعودي، مشيراً إلى أنه يجب على المواطنين في صعدة المغادرة لأن العمليات ستستمر داخل المدينة. وأضاف العسيري، خلال المؤتمر الصحفي لقوات التحالف العربي بالرياض مساء أمس، أنه تم تدمير مستودعات سلاح ومراكز قيادة لقوات الحوثيين في صعدة على الحدود السعودية. وأكد أن العمليات مستمرة حتى تحقق أهدافها، لافتاً إلى أن القوات البرية ستستمر في أداء مهامها لحماية الحدود ومنع أي محاولة اختراق. وقبل ذلك قالت قيادة التحالف في بيان، إن الغارات أدت إلى تدمير العديد من تلك المقار، وأشارت إلى أنه لا يمكن تأكيد أو نفي مقتل أي من قياديي ميليشيا الحوثي، وأنه مازال من المبكر تحديد ذلك. وأوضحت أن المقار الحوثية التي استهدفتها طائرات التحالف منذ أول أمس، تحوي أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ومعظمها يقع داخل أحياء سكنية ما دعا إلى تحذير السكان قبل بدء العمليات بوقت. وأضافت أن الغارات الجوية المتواصلة حققت أهدافها في محافظة صعدة بتدمير مقار للقيادات الحوثية على رأسها مقار القيادة لعبدالملك الحوثي بضحيان وجبل التيس ومديرية مجز التي كانت تحوي مراكز اتصالات ومستودعات أسلحة وذخيرة، وكذلك مقر الناطق الرسمي لقيادة مسلحي الحوثي محمد عبد السلام بمديرية سحار، ومقر القيادي عبدالكريم الحوثي في مدينة ضحيان، إضافة إلى مقار لقيادات أخرى. وأوضحت أن طائرات التحالف قصفت فجر أمس، تجمعا للميليشيا الحوثية يحتوي آليات عسكرية ودبابات بالبقع شرق صعدة ومعسكراً للحوثيين بمنطقة النظير. وأكد شهود عيان أن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية شنت غارات على مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، وأوضح الشهود أن الطيران استهدف المدرج بصاروخين، وذلك عقب استهدافه قاعدة عسكرية قريبة. وباندلاع مواجهات مسلحة بدءا من يوم أمس الأول الجمعة، في محافظة الجوف الشمالية تكون المقاومة الشعبية المساندة للشرعية في اليمن قد فتحت جبهة عسكرية جديدة في مواجهة المتمردين، ما يعني توسع المواجهة مع الانقلابيين الذين باتوا يشهدون خسائر ملحوظة في أكثر من جبهة، وهو الأمر الذي يهدد وجود جماعة الحوثي. وحسب مصدر محلي فإن المقاومة الشعبية من أبناء قبائل دهم الجوف تمكنت من السيطرة على مواقع كان مسلحو الحوثي قد تمركزوا فيها بمديرية خب والشعف والتي تقع جنوب المملكة العربية السعودية على الحدود مع مدينة نجران. وفي مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء هاجم مسلحو المقاومة الشعبية مواقع ونقاط تفتيش تابعة لجماعة الحوثيين في المديرية، في وقت متأخر من مساء الجمعة، في بيت مران، وفي مفرق منطقة عصام، كما هاجموا موقع العتبة المسيطر على طريق صنعاء الجوف. وفجر أمس، بدأت المقاومة الشعبية في محافظة شبوة شرقي اليمن أولى خطواتها العسكرية لتحرير مدينة عتق، عاصمة المحافظة من مليشيا الحوثيين وقوات صالح العسكرية، ووفقا لمصدر محلي فقد تمكن رجال القبائل من السيطرة على مدخلَي المدينة الشرقي والغربي بهدف محاصرة المتمردين، وأشار إلى مقتل 15 عنصراً من مقاتلي الحوثي وصالح في معارك مع رجال المقاومة. وفي عدن في جنوب البلاد، لم تنقطع المعارك الدائرة بين الحوثيين وقوات الشرعية، وقالت مصادر عسكرية إن ثمانية متمردين وأربعة من مناصري هادي قتلوا خلال معارك عنيفة في شمال المدينة. وشنت القوات الموالية لجماعة الحوثي قصفا عنيفا على أحياء سكنية بمحافظة الضالع جنوبي اليمن، وأسفر ذلك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. وأفاد قيادي في المقاومة الشعبية في محافظة مأرب بأن المقاومة الشعبية أمهلت جماعة الحوثيين 24 ساعة للانسحاب من مأرب دون أي شروط.