كثفت روسيا تحركاتها في آسيا، في مسعى محموم لفتح مزيد من المنافذ الاقتصادية، بعد انحسار خياراتها في القارة الأوروبية، وتضرّر معظم أسواقها التقليدية في منطقة الشرق الأوسط بسبب الاضطرابات الأمنية. ووقعت روسيا والصين أمس مجموعة اتفاقيات مشتركة على هامش زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج والوفد المرافق له موسكو للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين للنصر في الحرب الوطنية العظمى. وتستهدف الاتفاقات تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومن بينها اتفاق يفتح بموجبه مصرف سبيربنك الروسي خط ائتمان بقيمة ستة مليارات يوان (966.43 مليون دولار) مع البنك الصيني للتنمية. وبحسب "الألمانية، فقد وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج أمس بيانا للتعاون المشترك في إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والحزام الاقتصادي "طريق الحرير". وقال الرئيس بوتين "إن التعاون في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والحزام الاقتصادي "طريق الحرير" يمكن أن يؤدي في المستقبل إلى فضاء اقتصادي عام في القارة". ويعد اتفاق التعاون في إطار مشروع الحزام الاقتصادي "طريق الحرير" أهم وثيقة روسية صينية توقع منذ ربيع العام الماضي، عندما فقدت روسيا إمكانية الوصول إلى أسواق رأس المال الغربية والتكنولوجيات بسبب العقوبات الغربية، حينها أعلنت روسيا بدء التحول السياسي والاقتصادي نحو الشرق. يشار إلى أن الحزام الاقتصادي "طريق الحرير" هو مشروع لإنشاء ممر للمواصلات والطاقة والتجارة بين آسيا الوسطى والجنوبية وأوروبا، وأعلنت الصين عن نيتها تخصيص 40 مليار دولار من صندوق خاص لهذا المشروع الذي أطلق فكرة إنشائه الرئيس الصيني في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. وقال ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي "إن "طريق الحرير" الصيني هو مشروع مثير للإعجاب، ويتمتع بخصائص اقتصادية وجيوسياسية وغيرها من الخصائص الأخرى". ووقعت روسيا والصين أيضا اتفاقا بشأن بناء خط سكك حديدية عالية السرعة يصل من بكين إلى أوروبا مرورا بالأراضي الروسية، ويعتبر هذا المشروع أحد أوائل المشاريع في إطار إنشاء الحزام الاقتصادي "طريق الحرير"، وستقوم روسيا في البداية بمد خط للسكك الحديدية العالية السرعة بين موسكو ومدينة قازان الروسية، بتكلفة تريليون روبل وليصبح هذا الخط فيما بعد جزءا من ممر السكك الحديدية العالية السرعة بين بكين وأوروبا. كما اتفق الجانبان الروسي والصيني على إنشاء صندوق بقيمة ملياري دولار لتمويل المشاريع في مجال الزراعة في روسيا والصين، وتم إبرام الاتفاق بين الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وإدارة مقاطعة هيلونججيانج الصينية. وقال كيريل دميترييف رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة "إن التركيز في توظيف الاستثمارات سيجري على تنمية طاقات قطاع الزراعة الروسي في مناطق أقصى شرق البلاد المجاورة للأراضي الصينية".