يعاني عدد كبير من القرى الواقعة جنوبي محافظة أبو عريش من شح المياه، بعدما فشلت مشاريع المياه في الوصول إليها، ليضطر الأهالي للبحث عن البدائل سواء بحفر الآبار على نفقتهم الخاصة، أو تحمل نفقات شراء صهاريج المياه بتكلفة تصل إلى 200 ريال للرد الواحد. ويعتقد الأهالي أنه للأسف لا خيار ثالثا أمامهم، بعدما طرقوا كل الأبواب، لينعموا بالمياه لكنهم لم يجدوا الحل المناسب، الذي يريحهم ويرفع عن كاهلهم النفقات الإضافية. ويعرب الكثير من الأهالي عن استيائهم من الوعود الكثيرة التي يسمعونها من المديرية العامة للمياه بجازان بإيصال المياه الصالحة للشرب الى منازلهم، خاصة أنهم لازالوا يعانون باستمرار من صعوبات تأمين وايتات المياه لتعبئة خزانات منازلهم بالمياه، فيما لم يكن أمامهم سوى تحمل شدة ملوحة مياه الآبار، والتي أتلفت رواسبها من الأملاح والجير، أنابيب المياه الموصلة إلى منازلهم. ويستغرب عدد من الأهالي أن يحرموا من المياه المحلاة، ليجدوا أنفسهم ضحية غلاء الصهاريج، وينتظرون عطف مديرية المياه لا بالمياه بل بتصاريح تجدد فيهم الأمل للمطالبة من جديد. ويؤكد محمد عطيف أن المعاملات الخاصة بإيصال المياه المحلاة للأسف لا زالت في الأدراج منذ عدة سنوات، ولم يبت في أمرها، فمنذ عدة سنوات ونحن نراجع فرع وزارة المياه بجازان، من أجل توصيل المياه، لكن بلا جدوى. ويضيف أحمد عبدالله، أن تعثر وصول المياه المحلاة إلى قريتهم، ليس إلا أحد المشاريع المتعثرة في منطقة جازان، متسببة في عرقلة الحركة، دون الانتهاء من تلك المشاريع، والتي لازالت بعيدة عن الرقابة والجهات ذات الاختصاص، ما عرقل العديد من المشاريع الأخرى حسب قوله. ويرى أيمن نهاري، أن عددا كبيرا من السكان يعتمدون على العبوات التي تباع في المحلات التجارية، لتوفير المياه لأسرهم، مطالبا المديرية العامة للمياه بجازان، بالقضاء على تلك المعاناة من خلال سرعة تنفيذ شبكة المياه المحلاة، وإيصالها الى المنازل. ويشير كل من خالد محمد ونايف عبدالله وهادي علي، إلى أن محطة التحلية التي تم إنشاؤها في محافظة الشقيق بجازان كانت تغذي منطقة عسير، بينما السكان المجاورون في منطقة جازان محرومون من المياه المحلاة حتى عهد قريب، ويجب أن تعم الفائدة لسكان المنطقة. من جانبه أكد المتحدث الإعلامي بالمديرية العامة للمياه بجازان علاء خرد أن قرى صفوة والمعاديدة، تم تنفيذ شبكات مياه فيها ضمن مشروع المرحلة الثانية في أبو عريش، ويجري حاليا استكمال بعض التوصيلات، أما قرى الكوادمة وزبيدة، فسيتم البدء في تنفيذ التوصيلات خلال الأسابيع المقبلة.