إبراهيم الملا (أبوظبي) للعام الثاني على التوالي، تشغل فعالية (سينما الصندوق الأسود) حيزاً بصرياً وتفاعلياً خاصاً ومميزاً في معرض أبوظبي للكتاب في علاقة كانت وما زالت متفتحة على رؤى وعلائق ديناميكية بين الكتاب والشاشة وبين الرواية والسينما وبين الصورة المطبوعة والصورة الذهنية. وللتعرف إلى جديد هذه الفعالية المبتكرة التقت «الاتحاد» المخرج السينمائي الإماراتي نواف الجناحي، المشرف على جناح (سينما الصندوق الأسود)، والذي أشار بداية إلى أن تواصل الجمهور مع الفعالية ومع الأفلام والندوات، التي قدمتها في الدورة السابقة من المعرض، ساهم في تقديم أفكار وأفلام جديدة في الدورة الحالية، ومنها، كما أضاف الجناحي، توسيع خريطة العروض لتشمل أفلاماً من الوطن العربي، إضافة إلى استقطاب كتاب ونقاد وسينمائيين ومنتجين لهم حضورهم الواضح في المشهد السينمائي الخليجي والعربي لتنظيم ندوات وورش تخصصية، وأخرى عامة لجمهور المعرض ومحبي ومتابعي الفن السابع. وقال الجناحي: «إن الهدف الرئيس للفعالية هو إعادة تفعيل العلاقة الفنية والإبداعية بين الأدب والسينما، والبحث عن سبل واقتراحات لتطوير هذه العلاقة، وإيجاد منافذ لدفع الكتاب الجدد إلى التعرف إلى السيناريو وفنون الكتابة السينمائية والأساليب الإخراجية، وعرض نماذج من الأفلام التي تترجم وتنقل الفضاءات المشتركة بين النص والشاشة». وعن جديد الدورة الحالية فيما يخص الورش والندوات، أشار الجناحي إلى وجود ندوتين، إحداهما تطبيقية، والأخرى نظرية، تناقشان موضوعاً مشتركاً، وهو: تحويل الرواية إلى فيلم، يقدمها كل من المخرج المصري مروان حامد، والروائي والسيناريست البحريني أمين صالح، حيث يتحدث كل منهما عن تجربته. وأضاف أن الندوات الأخرى ستتضمن ورشة مع الناقد السينمائي اللبناني هوفيك حبشيان بعنوان: (ألف باء كتابة النقد السينمائي)، يقدم فيها لمحة عن أساسيات كتابة المقال النقدي السينمائي من خلال ورشة مصممة لمن يود الكتابة عن الأفلام، إضافة إلى جلسة حوارية بعنوان: «السيناريو: ما يبحث عنه المنتجون» يشارك بها المنتج السينمائي طلال الأسمني الذي ساهم ضمن شركة إيميج نيشن أبوظبي في تقديم أفلام عرضت في صالات الإمارات، مثل «ظل البحر» و«جن» و«من ألف إلى باء». وأكد الجناحي أن وجود هذه الفعالية وسط مناخ ثقافي وأدبي يشغله الكثير من الصحفيين وكتاب القصة والرواية والمتعاطين مع عالم الكتب، يمثل بالنسبة له فرصة ذهبية لجذب هؤلاء المبدعين إلى مكان يمكن من خلاله مناقشة الأسباب والحواجز التي تمنعهم من تجربة النقد السينمائي واقتحام عالم السينما، بما تتضمنه من حكايات إنسانية مجسدة، وحوارات، وأنساق تخيلية وسردية جاذبة، ولصيقة بفن الكتابة ذاتها. وكان الجناحي على موعد مساء أمس الأول مع حضور فعالية (سينما الصندوق الأسود) من خلال تقديمه لندوة: (حقائق السينما الإماراتية)، تناول فيها بعض النقاط والحقائق المغيبة أو المؤرخة بشكل غير دقيق حول هذه السينما، ومنها المتعلقة بأسئلة حائرة مثل: متى بدأت السينما فعلياً في الإمارات؟ وما هو أول فيلم روائي طويل منفذ محلياً؟، وماذا كان دور المجمع الثقافي في ظهور فعل سينمائي حقيقي ومتواصل في المكان؟، وغيرها من الأسئلة الملحّة التي أجاب الجناحي من خلالها على الكثير من اللغط المثار حولها، وخصوصاً فيما يتعلق بمسابقة أفلام الفيديو التي انطلقت في المجمع الثقافي عام 1991، واستمرت ثلاث دورات فقط، كما تحدث عن تفاصيل متعلقة بمسابقة أفلام من الإمارات، وعن مهرجانات عديدة مجهولة في الجامعات والمعاهد التخصصية بالدولة، مثل جامعة زايد، وأكاديمية نيويورك بأبوظبي، والجامعة الأميركية بدبي، وغيرها. وتناول الجناحي في الندوة بعض الحقائق المتعلقة بالأفلام الروائية الطويلة في الإمارات، والتي وصلت إلى ما يقارب 25 فيلماً حتى الآن، كما تطرقت الندوة إلى المراحل التسويقية والعمليات السابقة واللاحقة على الفيلم المحلي، مثل الإنتاج والتوزيع والعروض الدعائية ومساهمة الشركات وجهات الإنتاج في هذا الحراك الفني الجديد نسبياً على المنطقة، والبحث عن معادلات وتوازنات بين المطلب الفني للمخرج مثلاً والمطلب الربحي والتجاري للمنتج، وكيف يمكن تحقيق رغبة الطرفين من دون تأثير كبير على جودة الفيلم ورهان المنتج.