متتبعاً خطوات الزمن وما ترسمه على الوجوه من آثار وبصمات، يمضي الكاتب والمصور الإماراتي، ناصر الظاهري، خلف شغفه بالتصوير الفوتوغرافي، راصداً وجوه الناس وتحركاتهم وطقوسهم. في معرضه خلف ظلاله البيضاء، الذي افتتح مساء أول من أمس، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ25 المقامة حالياً، يبدو الظاهري وفياً لشغف قديم متجدد بالناس والحياة، يظهر أيضاً في كتاباته الأدبية، متوقفاً أمام لحظات إنسانية وتفاصيل قد لا يلتفت إليها كثيرون، وطقوس وعادات، ليجسدها في لقطات تبقى في الذاكرة. ولكنه يركز في هذا المعرض، الذي يضم ما يقرب من 80 صورة، ليست كل حصيلته من صور، لكن ما سمحت به المساحة المتاحة للعرض، على أصحاب اللحى البيضاء من كبار السن، مستعرضاً صوراً لرجال من مختلف الجنسيات، ترك الزمن علامات وبصمات على وجوههم التي جللتها لحاهم البيضاء. هذه الصور هي جزء من حصيلة ما يقرب من 30 عاماً من التصوير، اخترتها عشوائياً، بعد أن ضاقت مساحة المعرض عن استيعاب العشرات والعشرات من الصور الأخرى التي يمكن عرضها، أوضح ناصر الظاهري لـالإمارات اليوم، مشيراً إلى أن هذه الصور وغيرها نواة للكتاب الذي يستعد لإصداره بعنوان آي تو آي يجمع فيه مئات الصور التي التقطها داخل الدولة وخارجها. وقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام حمل كل منها طابعاً خاصاً، الأول ركز على أصحاب اللحى البيضاء من كبار السن، وحملت بعض ملامح من تراث الإمارات. أما القسم الثاني فيضم صوراً لأشخاص من دول العالم، فيتنام والأردن وفلسطين، يمارسون طقوسهم، أو يحتفلون بمناسبات معينة، أما الجزء الأخير من المعرض فضم لوحة كانفاه بحجم 2.15 سم 1.5 سم، تمثل بانوراما تجمع صوراً لكتاب وشعراء وصحافيين ورؤساء تحرير التقى بهم الظاهري في مشواره المهني والإنساني، والتقط لهم هذه الصور التي تتراوح في تواريخ التقاطها. بينما تصدرت المعرض صورة لخريطة فلسطين، طوقتها الكوفية الفلسطينية الشهيرة، وخلف الخريطة بدا وجه طفل ينظر بإصرار رافعاً إصبعيه بعلامة النصر، ترافقها علامة نصر أكبر ترسمها خريطة فلسطين. وأرجع الظاهري تأخير صدور كتابه من آي تو آي إلى أنه يلتقط صوراً جديدة دائماً، وبالتالي يؤجل الكتاب ليتمكن من ضم هذه الصور إليه، وهكذا حتى أصبحت الصور مثل كومة القش التي تتزايد بسرعة كبيرة، مشيراً إلى أنه قام بإنجاز جانب كبير من الكتاب بالفعل، ومن المتوقع أن يصدر بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب العام المقبل.