شنّت طائرات التحالف بقيادة السعودية غارات على معقل المتمردين الحوثيين في اليمن، رداً على قصفهم مناطق حدودية في المملكة، ودعت قيادة التحالف العربي المدنيين إلى سرعة مغادرة صعدة وعمران، بعد أن أعلنت المنطقة هدفاً عسكرياً، وفي وقت أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس بحضور نظيره الأميركي جون كيري، أن الهدنة الإنسانية في اليمن ستبدأ الثلاثاء المقبل الساعة 11 مساء، معرباً عن أمله في أن يعود الحوثيون إلى صوابهم ويوافقوا على الهدنة، قال كيري، إن وقف إطلاق النار في اليمن ليس هو السلام، وينبغي للأطراف إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع، بينما أسفرت غارة أميركية عن مقتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة. وتفصيلاً، أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن طائرات التحالف شنت غارات على مركزين للتحكم والسيطرة، تابعين للميليشيات الحوثية ببني معاذ، ودمرت مصنعاً للألغام بصعدة القديمة. كما أكدت قصف مجمع الاتصالات في المثلث بصعدة المجاورة للسعودية. وتابع المصدر أن الطائرات قصفت مركزاً للقيادة الحوثية بمذاب الصفراء شمال صعدة، ودمرت مقر قيادة للحوثيين بمديرية ساقين بصعدة. وقالت قناة الإخبارية الرسمية السعودية إن التحالف بقيادة الرياض أسقط منشورات، أمس، تطلب من سكان حي صعدة القديمة في محافظة صعدة المغادرة. وفي مقابلة هاتفية مع القناة قال المتحدث باسم التحالف، العميد أحمد عسيري، وجهنا رسالة إلى أشقائنا المواطنين اليمنيين من خلال مختلف الوسائل الإعلامية، بأن يبتعدوا عن الميليشيات الحوثية والمعسكرات العسكرية التي يتحصنون فيها حفاظاً علي سلامتهم. وأضاف عسيري ستبدأ ــ وهذا ما تم منذ يوم أمس، ويستمر إلى هذه اللحظة ــ قوات التحالف والقوات المسلحة السعودية بالرد على من تجرأ وهاجم المدن السعودية ،وهاجم المواطنين السعوديين. وتابع الآن يطال العمل من دبر وخطط لهذه الأعمال، والذين يتحصنون في مناطق صعدة والأماكن التي تتحصن فيها هذه الميليشيات. وقال إن القوات السعودية أعلنت أن كل طرق صعدة الرئيسة متاحة امام المدنيين للمغادرة حتى الغروب. وقبل شن الغارات، كان المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري، أعلن الليلة قبل الماضية، أن المعادلة اختلفت، لكن المواجهة أصبحت تستهدف السعودية. سيختلف أسلوب التعامل مع الميليشيات الحوثية التي ارتكبت أحد أهم أخطائها خلال الفترات الماضية. وأكد أن الاعتداء لم يكن له هدف عسكري، بل كان يستهدف المواطن السعودي والمساكن، حيث إن هدفه القتل لمجرد القتل. وأضاف عسيري أن التحالف والقوات السعودية ستتخذ الإجراءات التي تكون كفيلة بردع هذا العمل، سواء بالنسبة للأشخاص الذين خططوا لهذا العمل أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات، والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا هذا وخططوا له. ويتزامن التصعيد الجديد مع اعلان السعودية أول من أمس، بمناسبة زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اقتراحاً لوقف النار مدته خمسة أيام من اجل ايصال المساعدات الإنسانية للسكان العالقين في النزاع . وفي محافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، قالت مصادر محلية إن طائرات التحالف شنت، أمس، خمس غارات جوية على الأقل في محيط مطار مدينة عتق وفي المدينة نفسها. كما قصف التحالف الليلة قبل الماضية، مدينة عدن التي تشهد مواجهات بين المتمردين وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال مسؤولون إن 12 متمرداً قتلوا في الغارات في حين قتل ثلاثة من أنصار هادي وثلاثة مدنيين في معارك. وقتل ما لا يقل عن ستة مسلحين حوثيين، أمس، خلال الاشتباكات المسلحة بين القوات الموالية لجماعة أنصار الله الحوثية، والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي في مدينة الضالع الواقعة جنوبي اليمن. وبدأت ميليشيا الحوثي بقصف الأحياء السكنية في المدينة وبعض القرى المجاورة لها بالقذائف والدبابات بشكل عشوائي. وأشارت مصادر محلية إلى أن موجة نزوح كبيرة شهدتها الضالع، حيث انتقلت مئات الأسر إلى قعطبة التابعة لمحافظة إب وسط اليمن، وأن أوضاع مأساوية يعانيها السكان الذين لايزالون عالقون داخل مدينة الضالع. وتشهد مدينة الضالع اشتباكات عنيفة منذ أكثر من شهر، وذلك عقب زحف الميليشيات الحوثية إليها وإلى عدد من المناطق الجنوبية الأخرى، خلفت عشرات القتلى والجرحى. على صعيد آخر، أسفرت غارة لطائرة أميركية مسيرة عن مقتل القيادي في تنظيم القاعدة نصر الأنسي، كما اعلن التنظيم المتطرف وفقاً لمركز سايت الأميركي لمراقبة المواقع الإلكترونية المتطرفة. وقد ظهر الأنسي في شريط فيديو في 14 يناير الماضي، معلناً مسؤولية التنظيم عن الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة ثأراً للنبي محمد. من جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف من أن 120 ألف طفل إضافي في اليمن سيكونون عرضة لخطر داهم بسبب سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إضافة إلى الأخطار التي تتهددهم إذا لم تعد الخدمات الصحية والنظافة للعمل بشكل طبيعي، وإن لم يتم تطعيم الأطفال ضد أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة. ونقل المتحدث باسم المنظمة كريستوف بوليراك، عن تقرير لليونيسيف، صدر أمس، قوله إن قرابة 2.5 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر داهم من الإسهال وغيره من الأمراض المعدية بسبب انهيار شبكات الصرف الصحي، وعدم قدرة البلديات على ضخ المياه للمنازل لأكثر من ساعة يومياً.