أَمِنوا مَكرَ الله.! محمد معروف الشيباني عجيبٌ أمره. كلما عَلَتْ سطْوتُه، مالاً أو جاهاً أو سلطاناً، كلما بطَر و بطَش. لا يردعه (علمٌ) عن غواية. و لا يُقيّده (ورعٌ) عن جناية. و لا تَحجُزُه (حكمةٌ) عن ظلم. هو (عالمٌ) بالأحوال و المَآل، (حصيفٌ) في الأقوال و الأفعال، (حكيمٌ) في التدبير و الإمتثال. لكن نقطةَ ضعفه أنه تَوهّم أنْ بينه و بين الله نسباً، فلن يحاسبه كبقيةِ خَلْقِه. كأنَّ سطْوةَ الدنيا ستتكرر بالآخرة. أو كأنَّ مَكْر الله سيحيق بالآخرين دونه. أو كأنَّ الأيام لا تدور و لا تَدول. إنه كلُّ نفسٍ ظَلَمتْ، أو بطَشَتْ، أو إغتصبتْ، أو إختلَستْ، أو أضاعتْ، أو خانَتْ، أو خَذَلتْ. لقد تَدثّرتْ بالأيام..و المُتدثّر بالأيام عريان.