أعلنت المملكة العربية السعودية، امس، عن مبادرة لتطبيق هدنة انسانية في كل أنحاء اليمن لمدة خمسة أيام شريطة التزام الحوثيين بها، وهي مبادرة رحب بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قائلا انها ستكون قابلة للتمديد اذا وافقت عليها الميليشيات الحوثية. واكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري في الرياض بعد استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للوزير الاميركي ان «المملكة تفكر في اعلان وقف لاطلاق النار لمدة خمسة ايام في اليمن، للسماح بايصال المساعدات الانسانية»، وذلك بعد ان دعت واشنطن الى هدنة انسانية في هذا البلد. وقال الجبير: «اطلعت معاليه على تفكير المملكة بان يكون هناك وقف لاطلاق النار لمدة خمسة ايام في اليمن للتنسيق مع المنظمات الدولية لايصال المساعدات الاغاثية في اليمن، على ان يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك، والا يتعرضوا لهذه الجهود والا يقوموا باعمال عدوانية في اليمن». وقال الجبير ان وقف النار سيشمل كل اليمن وسيعلن عنه قريبا، ورحب بجهود الامم المتحدة لجمع الاطراف اليمنية في اي مكان. واشار الوزير السعودي الى انه لا يجب ان يكون لإيران اي دور في اليمن وانه بحث مع الوزير الأميركي «التدخلات السلبية لإيران في المنطقة». ومن جهته، أعرب كيري عن تأييده للمبادرة السعودية، مشيرا الى ان الهدنة ستكون قابلة للتمديد اذا وافق الحوثيون عليها، ومضيفا ان الاطراف تعمل على تحديد موعد بداية لها. وأكد ان وقف النار هو الهدف الكبير للمجتمع الدولي في اليمن، مضيفا ان لا أميركا ولا السعودية تحدثتا عن إرسال قوات برية إلى اليمن. وأبدى الوزير الأميركي قلقه مما وصفه بافعال ايران السلبية التي تسعى الى زعزعة استقرار المنطقة، كما اعرب عن قلقه من نشاطات «حزب الله» في العراق واليمن، وقال ان الولايات المتحدة ستعمل على وقف تدفق السلاح الى اليمن. وتطرق الوزير الأميركي الى الوضع السوري قائلا ان الرئيس بشار الاسد فقد كل شرعيته وهو سبب الحرب في سورية ولا دور له في مستقبل البلاد. وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل كيري في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، وتم خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. كما عقد ولي العهد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساء أول من أمس اجتماعا مع كيري، بحث خلاله تطورات الأحداث وخاصة في اليمن. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الأمير محمد بن نايف بحث مع كيري خلال اللقاء الذي حضره عدد كبير من المسؤولين «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة إلى استعراض تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية». واجتمع كيري في الرياض ايضا مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتم خلال اللقاء الذي عقد بمقر اقامة الرئيس اليمني في الرياض كذلك تناول سبل دعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام في المنطقة.