لا تزال الفنانة الإماراتية حصة في بداية مشوارها الفني، لكنها عرفت طريق الشهرة على المستويين المحلي والخليجي، وتتمنى وصول صوتها إلى كل العالم العربي . استطاعت في فترة وجيزة أن تصل إلى قلوب جيلها من الشباب بصوتها العذب الهادئ الذي ميزها وكان كفيلاً بالتعريف بها في الوسط الفني، وهي تسعى إلى إرضاء جميع الأذواق بأغانيها كما تقول في هذا الحوار معها . * حدثينا بداية عن أغنتيك "عاد قابوس"، ولماذا دائماً تصرين على تقديم اللون الوطني؟ - ليس إصراراً، أو من أجل الشهرة، فالأغاني الوطنية أقدمها لإحساسي بها، ولأنها واجب على كل إماراتي تجاه بلده، وللعلم معظم الأغاني التي قدمتها كانت بطلب من شعراء وملحنين لا يرون أحداً غيري في هذه الأعمال، وأغنية واحدة اخترتها بنفسي وصممت على غنائها كانت في عيد الاتحاد الأخير، وشرف لي الغناء لوطني الغالي الإمارات، وكنت غنيت من قبل لمملكة البحرين، وأخيراً للسلطان قابوس فكلنا واحد وخليجنا واحد . * هل فكرت في تقديم ألبوم كامل، أم ستكتفين بالأغاني المنفردة؟ - أنا في بداية حياتي الفنية، ورصيدي لايزال بسيطاً، وفي الوقت نفسه الألبوم يحتاج إلى مجهود كبير ووقت مضاعف للأغنية المنفردة، أضف إلى ذلك أنني غير تابعة لشركة إنتاج وأبذل مجهوداً كي أطلق أي عمل، لذا أقدم فقط الأغاني المنفردة خلال هذه المرحلة . * ولماذا لم تفكري في تقديم ميني ألبوم؟ - أفكر في الموضوع بشكل جدي، ومن الممكن أن يفاجأ كثيرون بتقديمي لميني ألبوم خلال الفترة المقبلة، لكنني في الوقت نفسه أرى أنه لن يكون كافياً خصوصاً وأنه لا يتعدى الأربع أغنيات، وأنا أريد تقديم كافة ألوان الطرب، والتنوع في اللهجات ما بين الخليجي، العراقي، المصري، اللبناني، والتركي، خصوصاً أنني أتقن إلى حد ما اللغة التركية . * بمناسبة التنوع، هل فكرت في تقديم أغنية منفردة بلهجة غير خليجية لعمل قاعدة جماهيرية أكبر؟ - أفكر طوال الوقت، فالانتشار مطلوب عند المطرب، وغناء اللهجات المختلفة يفرضك بشكل كبير على جمهور جديد، وبالتالي تزداد القاعدة الجماهيرية، وأنا في الأساس من مستمعي ومحبي الطرب المصري، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، لكن ما يؤجل تلك الخطوة هو عدم وجود علاقات بالشكل المطلوب، فكما أوضحت لك أنني مازلت في بداية مشواري الغنائي، وعلاقاتي محدودة، ومع الوقت ستزداد، إلى جانب أنني غير متقنة بشكل كبير للهجات الأخرى كالمصرية واللبنانية، واللتين تحتاجان إلى بعض الوقت . * ما الذي يميز الأغنية الإماراتية عن الخليجية؟ - الأغنية الخليجية يغنيها كل فنان خليجي، أما الإماراتية فلا يؤديها أي مطرب بخلاف الإماراتي، فهي لو مختلف تماماً ولكل بلد لونه الخاص . * لماذا دائماً تعتزل المطربة الخليجية مبكراً؟ حتى أصبح عدد المطربات قليلاً مقارنة بالمطربين؟ - بالفعل بخلاف أسماء قليلة للغاية، ويعود الأمر لأسباب عدة أهمها الظروف التي تحيط بها، فأغلبية الفنانات والمطربات الإماراتيات يقدمن عملاً أو ثلاثة أعمال وفجأة يتراجعن، فمنهن من تتزوج وترفض فكرة الغناء مرة أخرى، ومنهن من تواجه ظروفاً أخرى خاصة على صعيد الإنتاج، وعموماً بالنسبة لقلة المطربات فهذا طبيعي في مجتمعنا العربي الشرقي، فبعض العائلات ترفض أن تكون ابنتها مطربة، وأنا من اللواتي عانين فكرة المنع في البداية من الأهل لكنهم تفهموا الأمر فيما بعد خصوصاً أننا في زمن متطور، وللعلم لدينا بالإمارات ودول الخليج الكثير من الموهوبات، لكن لديهن ما يمنعهن من الظهور . * تعتبر حصة أكثر المطربات مشاركة في المهرجانات والاحتفالات، لماذا؟ - لأنها أحد أهم أسباب انتشار المطرب، خصوصاً المطربين الجدد حيث تساعدهم على الانتشار وتعريف الجمهور بهم، فمثلاً هناك أشخاص لا يستمعون لمحطات إذاعية، أو لا يبحثون كثيراً عن الأغاني عبر الإنترنت، فيكون الاحتفال أو المهرجان وسيلة لتعريف الجمهور بالمغنين، أضف إلى هذا أيضاً أن مشاهدة الجمهور للمطرب مباشرة على المسرح تزيد من حبه له خصوصاً أن شخصيته تكون على طبيعتها مثلها مثل الفيديو كليب، فالأغنية الصوتية لا تكفي وحدها . * هل فكرت في التمثيل، وهل يعتبر بديلاً في ظل تراجع سوق الكاسيت والسي دي؟ - لا أعتقد أنه بديل، لأن المسلسل على سبيل المثال يعرض على 30 حلقة، ولمرة واحدة، وبالتالي من يشاهده مرة لن يراه مرة أخرى، بخلاف الأغاني فهي مستمرة، ويمكن غنائها عبر المحطات الإذاعية، عبر الحفلات والمهرجانات، وعبر اللقاءات التلفزيونية والإذاعية المختلفة، والجمهور دائماً ما يستمع لأغنيات مر عليها عشرات الأعوام من دون ملل، وبالنسبة إلي فالتمثيل بعيد عني تماماً، لأنني أحب الغناء أكثر من الكلام . * هل فكرت قبل شهرتك المشاركة في برامج المسابقات الغنائية؟ - كثيراً ما فكرت في هذا الموضوع قبل الشهرة، لكنني في كل مرة أنوي المشاركة أتراجع، لأنني اكتشفت أنها غير مجدية، ومجرد فرقعة إعلامية ليس أكثر، والفائزون فيها ينتهون بانتهائها، والأمثلة كثيرة على ذلك، فلا يوجد من ترك بصمة حقيقية بعد فوزه، وإن حدث لا يكون صاحب المركز الأول، والدليل على كلامي النجم حسين الجسمي الذي حصل على المركز الثاني في برنامج "نجم الخليج" والآن هو من أهم نجوم الوطن العربي، وبالمناسبة تلك البرامج بشكل عام ترفع الموهبة لسابع سما ومن أول ظهور، وبالتالي من صعد سريعاً يهبط سريعاً ويصبح ماضياً . * من وجهة نظرك من هو فنان هذا الجيل، ومطرب أو "مطربة" العرب الأول؟ - من ناحية الفنانات لا يوجد سوى واحدة وهي السيدة فيروز فهي مطربة العرب الأولى والله يديم عليها الصحة، وبالنسبة للمطربين الفنان محمد عبده بلا شك، ومن الشباب النجم حسين الجسمي هو نجم الجيل بلا منازع، لتحقيقه نجاحات واسعة على مستوى الوطن العربي بالكامل، بل وامتد للدول الأوروبية والأجنبية . * من هو مخرج الكليبات الذي تتمنين العمل معه؟ - هناك مخرج أفلام وكليبات هندي شاهدت له العديد من الأعمال، لا يحضرني أسمه حالياً، لكنني أتمنى التعاون معه مستقبلاً، لأسلوبه ومهارته وأفكاره في التصوير، وقد شاهدتها من خلال أعماله الأكثر من مميزة .