أكد متخصصون في اللغة العربية على ضرورة الاهتمام بلغة الضاد والارتقاء بها وتمكينها عند الأجيال من أجل المحافظة على الهوية الوطنية في ظل التحديات التي تواجهها باعتبارها المرتكز الأول لتنمية الهوية الوطنية في المجتمع، وعملية التمكين مهمة وطنية ولها الأولية في الخطط المستقبلية لتطوير المناهج والاهتمام بالجيل الناشئ بدءاً من رياض الأطفال مروراً ببقية المراحل الدراسية. كما أشادوا بالاهتمام الذي توليه القيادة الحكيمة في الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من أجل الحفاظ على اللغة العربية وحرصها على تعزيزها في الكثير من البرامج والأنشطة الداعمة للهوية الوطنية إيماناً منها بالارتباط الوثيق بين اللغة والهوية ووجوب حمايتها وصونها، مثمنين تفاعل المؤسسات المجتمعية ومشاركتها في الاحتفاء بيوم اللغة العربية سنوياً. هوية العرب يقول إبراهيم غرفال عميد كلية التربية والعلوم الأساسية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا إن اللغة العربية تعد هوية وتراثاً للعرب وإن عدم الاهتمام بها سيفقدهم هويتهم، لذا نحتاج إلى وقفة جادة من أجل وضع استراتيجيات لتطوير اللغة العربية، لافتاً إلى أن العيب ليس في لغتنا الجميلة ولكن العيب في تكرارنا الأساليب التقليدية في تدريسها والتعاطي معها.. لذلك لا بد من إيجاد أنماط حديثة تتماشى مع روح العصر وتحفز الجيل الجديد من خلال إيجاد أنماط تدريسية مشوقة ومبتكرة في المدارس الخاصة والعامة، إضافة إلى الاهتمام بالمخرجات التعليمية لأن عملية التلقين والحفظ لا تجدي نفعاً لأنها تجعل الطالب حاملاً لكنوز من العلم ولكن لا يستطيع أن يتعامل معها أو ينقلها إلى العامة. المكتبات العامة وتقول الدكتورة مريم محمد العجمي من كلية الإعلام والمعلومات والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا إنه لا بد من الاهتمام باللغة العربية اهتماماً كبيراً وذلك من خلال المشاركة في الاحتفالات وإقامة الفعاليات المتزامنة معها لدعم وترويج الاهتمام باللغة العربية لأنها تعد عنصراً رئيساً من عناصر الهوية العربية وهي التعبير الأسمى عن التراث والحفاظ عليه.. وأنه لا بد من دعم تنوع البرامج والأنشطة التي تنفذها المكتبات العامة بالمراكز الثقافية على مستوى الدولة والتواصل مع فئات عديدة بالمجتمع لتنمية القراءة والمطالعة وتمكين اللغة العربية من خلال رسالتها التي تقوم على إبراز الهوية الوطنية ودعمها ببرامج التنمية وإحياء الثقافة وموروثاتها. وأوضحت أن اللغة العربية أصبحت تعاني بسبب وسائل التواصل الحديثة والتي أضحت تستولي على اهتمامات الشباب بصورة لافتة لها أثر كبير على اللغة العربية، مبينة أن تلك المنصات الاتصالية التي استحوذت على أوقاتهم قد أوجدت لها لساناً خاصاً، حيث ابتدع الشباب حروفاً خاصة بها تمثل خليطاً من الأرقام والحروف الأمر الذي سيؤثر سلباً على اللغة ويضعفها.. كما انعكس بصورة واضحة على مهارات الشباب في التحدث والكتابة، لافتة إلى أن ذلك يستدعي من مؤسسات التنشئة أن تلعب دوراً ملموساً في حماية اللسان العربي من حالة الاستعمار التي يتعرض له وهذه مسؤولية المجتمع كافة. من جهته يقول الدكتور مازن جرادات رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا إن اللغة العربية ليست في خطر بحد ذاتها ولكن تراخي قبضة أهلها عنها يجعلها في خطر، خطر نسيان الماضي وبالتالي التراث، إضافة إلى خطر فهم النصوص، مبيناً أن الضعف العام في لغة الضاد هو منهج عام شامل لكل قطاعات الأمة وشرائح المجتمع.. فضلاً عن المثقفين والمهتمين خاصة المتخصصين فيها، مبيناً في الوقت ذاته أن المناهج الدراسية عاجزة عن النهوض باللغة العربية، فهي بحاجة إلى تطوير بما يتناسب مع حاجات المجتمع ومتطلبات العصر، وأن تطوير اللغة والنهوض بها بحاجة إلى تضافر جهود كافة المؤسسات والحكومات والجمعيات ومجامع اللغة العربية لبذل مزيد من الاهتمام بها بشكل آلي وفق الموجهات والقرارات المطلوبة على مستوى الدول والأمة.