أكد طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أن دولة الإمارات وخاصة إمارة الشارقة حققت أعلى معدلات النمو السياحي في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، متوقعاً استمرار هذا النمو في ظل الدعم المستمر الذي يحظى به القطاع السياحي في الدولة كواحد من أبرز أوجه النشاط الاقتصادي، ونظراً للاستثمارات القوية في مشاريع البنى الأساسية وتطوير المنتج السياحي وتعزيز وسائل التواصل وتعدد المناسبات والأحداث وعلى رأسها استضافة معرض إكسبو 2020 . أشاد الرفاعي، الشخصية الأبرز في قطاع السياحة العالمية، برؤية سياحة الشارقة 2021 والهادفة إلى استقطاب 10 ملايين سائح بحلول عام ،2021 جاء ذلك في حوار مع "الخليج" أثناء زيارته لجناح الشارقة المشارك في سوق السفر العربي 2015 . ووصف الرفاعي رؤية سياحة الشارقة 2021 بنتاج مجهود وإرادة سياسية استمرت على مدار سنوات عدة من البناء والتطوير وتعزيز المكانة الفريدة التي استمدتها الإمارة من خلال استراتيجية سعت إلى تثبيت هويتها التاريخية والثقافية وأصبحت أكثر استعداداً لنشر هذه الهوية المتميزة واستثمارها سياحياً، ولذلك يأتي توقيت إطلاق الرؤية في غاية الأهمية ويعكس وعياً استراتيجياً لدى القائمين على تطوير القطاع السياحي في الإمارة . وأكد الرفاعي أن رؤية 2021 تعكس طموحاً واقعياً تستطيع الشارقة تحقيقه بما تمتلكه من حقيبة متنوعة من مراكز الجذب السياحي ووجود قيادة سياسية تؤمن وتتفهم الدور الحيوي الذي يلعبه هذا القطاع في رفد الاقتصاد وتنمية المجتمع واستدامة الرخاء والازدهار . وفي إشارة إلى أهم محاور رؤية سياحة الشارقة 2021 والمتعلقة بتعزيز مكانة الإمارة كوجهة رائدة للسياحة العائلية قال الرفاعي "تجسد الإمارات قصة نجاح يشار لها بالبنان، وإمارة الشارقة جزء أصيل من هذا النجاح أضاف القيمة الثقافية والتراثية، ما ميزها وجعلها متفردة بخصوصيتها وعناصر الجذب السياحي التي تمتلكها، وأعتقد أن اعتماد تعزيز مكانة الشارقة كوجهة رائدة للسياحة العائلية كأحد المحاور الرئيسية لتحقيق رؤية سياحة الشارقة 2021 هو بناء ذكي واستراتيجي على المقومات السياحية للإمارة القادرة على جعلها المقصد السياحي الأول للعائلة" . وعن الأوضاع التي تشهدها المنطقة حالياً ومدى تأثيرها في قطاع السياحة بشكل عام وفي تحقيق رؤية سياحة الشارقة ،2021 أكد أمين عام منظمة السياحة العالمية، أنه على الرغم من الأحداث التي تشهدها المنطقة على مدار السنوات القليلة الماضية، إلا أن الأرقام تشير إلى نمو القطاع السياحي في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 4% في عام 2014 ونمو بنسبة 2 .2% في عام ،2013 ما يؤكد أن المنطقة مازالت جاذبة للسياحة العالمية . وربط الرفاعي بين قوة الدولار وتزايد النشاط السياحي للمواطن الأمريكي وهو ما ينعكس في زيادة عدد السياح الأمريكيين إلى دول المنطقة وزيادة حجم إنفاقهم . ولا شك أن ما شهدته الإمارات خلال السنوات الماضية من تطور في المنتج السياحي يضعها في مقدمة الدول المستهدفة من قبل هؤلاء الزوار وبالتالي من ارتفاع الدولار أو أية عملة رئيسية في العالم . وعلى صعيد الاستقرار وتأثيره في حركة السياحة في المنطقة أشار الرفاعي إلى النزاعات التي تشهدها بعض دول المنطقة وتدفق اللاجئين، إلا أنه اشار في الوقت نفسه إلى أن دولاً مثل الإمارات وقطر والبحرين بعيدة عن تأثير تلك الأحداث، وأن الإمارات على وجه الخصوص استفادت من تطوير سياساتها السياحية وتحولها إلى مركز جذب سياحي عالمي من الطراز الأول . وأضاف الرفاعي قائلاً: "منطقة الخليج بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص وإمارة الشارقة بالتحديد لم تتأثر إطلاقاً بما تمر به المنطقة من أحداث، حيث تمكنت من الحفاظ على مكانتها كمركز جذب سياحي رائد، وذلك بفضل الإرادة السياسية الواعية التي وفرت الأمن والسلم الاجتماعي والاستقرار والطمأنينة للمقيمين والزائرين، ما جعلها مقصداً سياحياً مفضلاً لملايين السائحين من حول العالم . وأشاد الرفاعي بدور وكالات السياحة والسفر في تعزيز الروابط مع العملاء بعيداً عن تقنيات الشاشات وجفائها . وتبرز أهمية وكيل السفر عند الحاجة لإجراء تعديل ما على الحجوزات أو مواعيد السفر، حيث لا يمكن الاستغناء عن خبرتهم ومساعدتهم .