بعدما اعتبر طيلة أربع سنوات، الجنرال الأقرب للرئيس باراك أوباما وفي الحلقة الصغيرة لمستشاريه، يحال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي على التقاعد ليخلفه في منصبه قائد مشاة البحرية (مارينز) الجنرال جوزف دانفورد. وكشف مسؤولون ان اوباما يعتزم ايضاً تعيين الجنرال في سلاح الجو بول سيلفا نائباً لرئيس هيئة اركان، المنصب الذي يشغله حالياً الأميرال جيمس واينفيلد الذي سيتقاعد ايضاً. وسيلفا هو رئيس قيادة النقل العسكري، وعمل كأبرز مخطط استراتيجي لسلاح الجو. وأشاد أوباما بمواصفات دانفورد وشجاعته في القيادة والقتال في أحلك معارك حربي العراق وأفغانستان. لكن خروج ديمبسي يعني خسارته أحد أقرب مستشاريه والذي طالما تخطى في علاقته بالبيت الأبيض، وزراء دفاع من بينهم تشاك هاغل. وعاد لديمبسي الفضل في هندسة انهاء الوجود الأميركي في العراق والحد من الانفاق العسكري والتحضير للانسحاب من أفغانستان. لكن العثرات التالية وصعود تنظيم «داعش»، جعلت السناتور الجمهوري جون ماكين يصفه بأنه «رئيس هيئة الأركان الأكثر خيبة»، وهو ما قد يكون مهد لخروجه. في المقابل، يملك دانفورد خبرة قتالية في العراق، ويشيد الوسط العسكري بشجاعته ورؤيته الواقعية للحروب. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» أن دانفورد يحبذ عدم الاستعجال في الانسحاب من أفغانستان، ما قد يؤخر هذه المهلة الى ما بعد مغادرة أوباما من البيت الأبيض العام ٢٠١٧. وفي حال تثبيت مجلس الشيوخ تعيينه في منصب رئيس الاركان، سيستفيد دانفورد من خبرته في محاربة المتمردين خلال العقد الماضي، وتقديمه استشارات للرئيس الأميركي في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش». وسيكون على دانفورد ايضاً احتواء الخلافات مع روسيا التي يتزايد دورها، ومواجهة تصاعد قوة الصين العسكرية واقتطاعات تلقائية محتملة في الموازنة، ما يمكن ان يخلق مصاعب للجيش الأميركي. ودانفورد المتحدر من بوسطن شغل منصب قائد قوات الحلف الأطلسي في افغانستان من شباط ( فبراير) 2013 الى آب (اغسطس) 2014، واشرف على عملية سحب عشرات آلاف الجنود الأميركيين تمهيداً لتولي القوات الأفغانية مسؤوليات الأمن لمحاربة تمرد حركة «طالبان». ويحظى دانفورد بشعبية لدى العسكريين، ويتمتع بطلاقة في التحدث امام الصحافيين. ووصف السناتور جاك ريد، العضو الديموقراطي البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، تعيين دانفورد بأنه «خيار رائع فهو يتمتع بالخبرة والرؤية لقيادة القوات المشتركة والمساهمة في رسم استراتيجيتنا للأمن القومي، في وقت نواجه تحديات دولية كبيرة». وبصفته رئيساً للأركان سيكون الجنرال دانفورد ايضاً المستشار العسكري الأول لوزير الدفاع الجديد آشتون كارتر.