عندما زار أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون المملكة بعد فترة قصيرة من تولي الملك سلمان مقاليد الحكم قال إنه أنجز في أيام ما لم ينجزه أي حاكم من قبل خلال مئة يوم، فماذا عساه أو غيره يقول بعد اكتمال 100 يوم. انتهت المئة يوم بـ 75 أمرا ملكيا تصب كلها في متن تشكيل الدولة الجديدة، أوامر سريعة متلاحقة لكنها غير متسرعة ولا مرتجلة، معروف تماما ما المقصود بها ولماذا تم اتخاذها وما هو المأمول منها. وعندما نعود إلى الخطاب الذي ألقاه الملك سلمان في أول أيامه، وندقق في مضامينه فلا بد أن نتذكر جوانب كثيرة تطرق إليها، كنا نظن أنها خطة عمل وتوجه طويل المدى يحتاج إلى وقت طويل حتى تتضح معالمه ونتبين نتائجه، وهذا طبيعي جدا في إدارة الدولة، فلو تأخرت بعض الأشياء أو حتى كثير منها لبضعة شهور فلن يكون أمرا مستغربا، ولكن حين تتحقق كثير من الأشياء التي وعد بها سلمان خلال هذه المدة القصيرة فلا شك أنها سابقة في حكم الدول والتزام الحكام تجاه شعوبهم. مئة يوم تغير فيها الوطن وتغير حال المواطن. الوطن أصبح مزار الساسة وقطب القرار ومحط أنظار الدول الشقيقة والصديقة، أصبح للوطن قرارات كبرى دون اعتبار لشيء أو لأحد إلا مصلحته واستقراره ومكانته وتأريخه، إن بالسلم وإن بالحرب، والمواطن أصبح العنصر الأول والأهم في معادلة الحكم، لأنه أصبح غير مسموح أبدا أن يقصر مسؤول في خدمته أو ينتقص من حقوقه أو يخدش كرامته ومكانته. بدلا من توجس المواطن من المسؤول أصبح المسؤول يخشى المواطن ويحسب له ألف حساب لأن سلمان قدم دروسا عملية صارمة لأي مسؤول يتعالى على الوطن والمواطن أو لا يكون جديرا بخدمته. مئة يوم فقط كانت زاخرة بأعلى درجات الوفاق والاتفاق والتأييد لكل قرار اتخذه سلمان بن عبدالعزيز، وفتحت الأبواب لآمال وتطلعات أكبر ما زال يحلم بها المواطن الجدير بكل خير وحب واحترام وهو يبادل وطنه وقيادته كل هذا الحب والانتماء والولاء.