اقتحمت قوات المقاومة الشعبية اليمنية ساحات مطار عدن الدولي بمدينة عدن، بعد عمليات عسكرية ساخنة، كما وصف مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، لتسيطر على معظم مطار عدن، حيث استمرت العمليات العسكرية التي خاضتها المقاومة الشعبية ضد المتمردين الحوثيين حتى ساعات مبكرة من صباح الاثنين. وقالت المصادر إن العملية النوعية التي خاضتها قوات المقاومة الشعبية جرت بمساندة وإشراف من قوات التحالف الدولي، وتمكن أبناء المقاومة من البدء في دخول محيط مطار، مدعومين بمجموعة من المقاتلين الجنوبيين الذي أخضعوا لتدريبات خاصة بمثل هذا النوع من القتال. وتعد عدن، لا سيما مطارها الدولي، نقطة حيوية ومهمة، حيث حاولت قوات صالح والمتمردون الحوثيون قبل بدء عمليات «عاصفة الحزم»، السيطرة على عدن بما فيها المطار. وكانت منطقتا المعلا وخور مكسر قرب المطار هي المناطق الأسخن بحسب شهود عيان، وبين مجلس المقاومة الشعبية في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن «كثيرا من الآليات الخاصة بالقوات المتمردة التي يستخدمها الحوثيون في محيط مطار عدن جرى تدميرها ولم يتبقَ سوى ثلة من المتمردين داخل بعض صالات المطار، وهم يواجهون مصيرين لا ثالث لهما؛ إما الاستسلام أو الموت». وقال لـ«الشرق الأوسط» المتحدث باسم مجلس المقاومة الشعبية علي سعيد الأحمدي أمس: «بعد العملية العسكرية ليلة أمس، كانت الحصيلة تدمير أغلب الآليات والمدرعات الموجودة في داخل المطار بالإضافة إلى الآليات الأخرى الموجودة في جزيرة العمال الحيوية والقريبة من عدن، ولم يتبقَ في المطار سوى سيارات (جيب) التي يوجد بها قناصة تابعون للمتمردين الحوثيين، ويجري التعامل مع هؤلاء». وتعد جزيرة العمال إحدى جزر اليمن، وتقسم إداريا بوصفها أحد أحياء مديرية خور مكسر بمحافظة عدن، ويبلغ عدد سكانها 490 نسمة، وهي ساحة مزدحمة لبناء المراكب الشراعية، قبل أن تضم نادي الضباط، وتسمى أحيانا من السكان المحليين «جزيرة الضباط». ويشير علي الأحمد، عضو مجلس المقاومة الشعبية والمتحدث باسمها، إلى أن جزيرة العمال «جزيرة مهمة في البحر تحوي جبالا، وفي الوقت نفسه مطلة على مطار عدن، وهو ما يكسب موقعها أهمية استراتيجية وحيوية؛ خصوصا أنها مشرفة على المطار مباشرة». وتطلب قوات المقاومة الشعبية باستمرار الدعم من قبل قوات التحالف لضمان اكتمال العملية العسكرية النوعية، كما يصفون، ويشرح الأحمدي بقوله: «يعتمد الأمر على استمرار دعم قوات التحالف لنا من خلال قصف الطيران لمواقع الحوثيين، لا سيما الأسلحة الثقيلة، مع ضرورة قطع الإمدادات عنهم، لأن تمرير الإمدادات، لا سيما العسكرية منها، يعني أن العملية تقف مكانها دون تطور للأفضل، وإذا ما استمر هذان الشرطان، وأعني قصف الأسلحة الثقيلة للمتمردين الحوثيين ومن يدعمهم من قوات صالح، بالإضافة إلى قطع الإمدادات عمن يوجد داخل الصالات الداخلية في مطار عدن، فإن ذلك يعني أن المطار أصبح بصورة كاملة، تحت سيطرة المقاومة الشعبية». من جهته، شدد الدكتور محمد بن حسين، عضو الحراك الجنوبي، لـ«الشرق الأوسط» أن «دعم قوات التحالف بلا شك، دعم محوري في العمليات التي نقوم بها، خصوصا أنها تدعم بأسلحة نوعية بالنسبة لأفراد المقاومة، حيث إن التحالف وفر لنا صواريخ موجهة مضادة للدروع، وصواريخ (لو)، بالإضافة إلى قاذفات الصواريخ (آر بي جي)». وتوفر الأسلحة التي تقدمها قوات التحالف للمقاومة الشعبية في اليمن، حماية لها ضد الآليات والمدرعات الثابتة والمتحركة، كما يمكن استخدامها ضد تحصينات المتمردين ومنشآتهم التي بنوها بشكل مؤقت داخل ساحات المطار وبجوار الصالات. ويبين لـ«الشرق الأوسط» مجلس المقاومة الشعبية من خلال عضوه الأحمدي أن «الأسلحة تدعمنا كثيرا، ونحن في المقاومة نستفيد كثيرا من الأسلحة النوعية التي توفرها لنا قوات التحالف، للتعامل مع المدرعات والدبابات التي تمتلكها القوات الموالية لصالح، وبالتالي تساعد في دعم المتمردين الحوثيين». التفاؤل يغطي كثيرا على الأجواء في عدن، ويقول المتحدث باسم مجلس المقاومة: «نحن متفائلون كثيرا بالنصر، خاصة أن الجميع يعمل له، فشباب المقاومة الشعبية مرابطون في جبهات القتال، وفي الأماكن الحساسة، لا سيما مطار عدن بما فيه من ساحات. ودور قوات التحالف مستمر من خلال قصفها المتمردين. وخلال الساعات المقبلة سيكون كل التحكم في الصالات الداخلية للمطار لصالح المقاومة، خاصة أن السيطرة على ساحات المطار من صالح قوات المقاومة الشعبية». وكانت «معركة المطار» كما يسميها أبناء المقاومة الشعبية في عدن، استمرت حتى ساعات مبكرة من صباح اليوم، وكشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة بعضا من تفاصيل الساعات الماضية، مبينة أنه جرت عمليات عسكرية نفذها أبناء المقاومة لاقتحام المطار، وأشارت المصادر إلى أن «العمليات لم تحدث فجأة على سبيل المصادفة، وإنما جرى الإعداد لها منذ عدة أيام، بالتعاون مع عدد من الخبراء العسكريين الضليعين في مثل هذه المواجهات، في ظل دعم متواصل من قوات التحالف». وكشف المصدر أن شباب المقاومة وجدوا الدعم اللوجستي من قوات التحالف من خلال أسلحة تعد نوعية بالنسبة لهم، فدخلوا في عملية تعد نوعية منذ بداية الأزمة، دعمها تحليق مستمر من طيران قوات التحالف على مدار ساعات مبكرة من صباح أمس.