عندما قال مؤخراً أمام (مجلس الشورى) إن جسده كجسد الأمة العربية..مُثخنٌ بالجراح، كان يمهد لاشعار مواطنيه رغبته التنحي عن (وزارة الخارجية). لكن حالَه أغنى عن مقاله. أحبه السعوديون من وِجدانهم. و أشفقوا على بلدهم أن تفقد كنزاً سياسياً لا نظير له لإصراره أن يتواجد بنفسه في كلِ حدثٍ سياسيٍ مهم شرقَ الأرض أو غربَها، غير عابِئٍ بذيول ذلك على عافيته التي هي عافيةُ السياسة السعودية. مناقبُه أكثر من الحصر. لكنه جاهد 40 عاماً بمَنْقَبةٍ لم يُدانيها سواه. و هي إلتزامُه بدينه و مبادئه مهما كانت المغريات. لقد جُبِلَتْ السياسةُ على الكذب و المخادعة، و كم رأينا مسؤولين عرباً ضحّوا بقِيَمِهم لمُداراةِ صهاينةٍ مثلاً أو التفريط في مبادئ دولِهِم. يكفي أن نذكره في قمة شرم الشيخ عندما صفّق قادةُ العرب لرسالة بوتين فقاطعهُم «أيستخفُّ الرئيس الروسي بآرائنا و هو جزءٌ من مأساة سوريا.؟»..نعم..لأنه جلس في كرسي سلمان ممثلاً لرايةِ السعودية. جمع الباري لجراحكَ الأجر مع العافية..لكَ يا قيصر السياسة..و للسعودية الأبيّةِ..و للأمة العربية المَكْلومة.