أطلق مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل مبادرة العصف الذهني لتوليد الأفكار الإبداعية في مجال حماية الطفل، وتعدّ الأولى من نوعها في هذا المجال؛ وتم تنفيذها بشكل علمي ووفقاً لقواعد محددة تم إعدادها وتقديمها من قبل الخبير المقدم الدكتور عمر إبراهيم آل علي، نائب مدير مركز تنمية القادة ورعاية المبدعين، بحضور نخبة متميزة من طالبات جامعة زايد. وأكد الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ رئيس اللجنة العليا لحماية الطفل اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي، أن المبادرة تأتي تجسيداً لتوجيهات القيادة العليا ومواكبة لرؤية وإستراتيجية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمتمثلة في جعل عام 2015 عام الابتكار والإبداع. وأضاف أن حكومة الإمارات تعوّل كثيراً على الأفكار الخلاقة للشباب، وتفجير طاقاتهم الذهنية ومواهبهم في الإبداع والابتكار بما يسهم في بناء دولة عصرية تقوم على الإبداع الذاتي والتميز، موضحاً أن التركيز على أساليب توليد الأفكار الإبداعية كورش العصف الذهني يعدّ عاملاً مهماً في تنمية وتشجيع الإبداع؛ و تحتاجه كل مؤسسة كونه الدافع المحفز للابتكار، ويؤهل المؤسسة الشرطية لتقديم العديد من المبادرات والمشاريع التي يتطلبها التسارع الكبير في التطورات والنهضة الشاملة التي يشهدها مجتمع الإمارات الذي يطمح لمستقبل أفضل. وأوضح أن المبادرة التي تم تنفيذها في إطار ورشة عمل متخصصة ركزت على استمطار أفكار في مجالات حماية الطفل؛ إسهاماً في تحقيق رؤية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في أن تكون دولة الإمارات رائدة ومتميزة في مجال حماية الطفل. وقال مدير جامعة زايد الدكتور رياض المهيدب، إن إشراك طالباتنا في هذه المبادرة المهمة يتناغم مع حرص الجامعة على شحذ همم الطلبة؛ وتعزيز مواهبهم الإبداعية والابتكارية؛ مشيداً باهمية الورشة ومواكبة توجه حكومة الإمارات؛ إذ إن هذه المشاركة تمثل إحدى صور التزام الجامعة بالعمل مع مؤسسات المجتمع استجابة لمتطلبات النهضة الحضارية في الدولة، وهو ما تؤكد عليه دائماً الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد؛ في المناسبات واللقاءات المختلفة التي يلتئم فيها مجتمع الجامعة، وعبر عن تقديره لمركز وزارة الداخلية لحماية الطفل لاختياره جامعة زايد كأول محطة للتواصل مع المجتمع الطلابي لدعم المشروع. وقال رئيس الجلسة الخبير الدكتور عمر آل علي: إن العصف الذهني هو طريقة عملية لتحفيز التفكير والإبداع تقوم من خلالها المجموعات بإيجاد حل لمشكلة معينة؛ وذلك بتجميع قائمة من الأفكار العفوية التي يدلي بها أفراد المجموعة، مؤكداً أن استخدام طريقة العصف الذهني في إنتاج الأفكار تعدّ أكثر كفاءة من العمل الفردي. وأضاف أنه تمت مراعاة مبادئ وقواعد رئيسية منها: تأجيل الحكم على قيمة الأفكار، لا يجوز انتقاد الأفكار التي يشارك بها أعضاء الفريق، تشجيع المشاركين على إعطاء أكبر عدد ممكن من الأفكار، إمكانية الجمع بين فكرتين أو أكثر، وإمكانية تحسين أية فكرة مقدمة أو تعديلها أو الإضافة عليها. وبدأت الورشة بتقسيم الطالبات إلى مجموعات عدة ليدخلن بعدها في جلسة توليد الأفكار لعدد من الموضوعات التي تتعلق بحماية الطفل ولمدة 30 دقيقة، وفي المرحلة الثانية تمت مراجعة وتقييم الأفكار وفق منهجية علمية؛ حيث خرج مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل بعدد 23 فكرة إبداعية جديدة وقابلة للتطبيق في مجال حماية وأمن وسلامة الأطفال، بالإضافة إلى العديد من المقترحات الأخرى التي تحتاج للدراسة والبحث قبل البدء بتطبيقها. من ناحيته قال مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل الرائد محمد خليفة آل علي: إنه تم استهداف طلبة الجامعات لما لهذه الفئة من قدرات وإمكانيات متوقدة؛ لذا جاءت هذه الورشة لإطلاق الطاقات الكامنة وتشجيع التفكير الإبداعي عند الطلبة في جو من الحرية والأمان مما يسمح بظهور كل الآراء والأفكار والملاحظات والمقترحات؛ مشيراً إلى إن هذا الأسلوب يعتمد على حرية التفكير وبالتالي تم استخدامه في توليد أكبر كم من الأفكار في مجال حماية الطفل. وأضاف أنه تمت مراعاة تنوع واختصاص الطالبات اللائي حضرن الورشة حيث شملت طالبات من تخصصات علم الاجتماع وعلم النفس والإعلام والعلاقات العامة والعلوم التقنية؛ لإضفاء مزيد من الإبداع في هذه الورش، كما أنه سيتم عقد ورش مماثلة في جامعات وكليات أخرى في إمارات الدولة المختلفة؛ لإتاحة الفرصة لتوليد وتدفق أكبر عدد من الأفكار، ولإتاحة الفرصة للطلبة لتقديم ما يجول في أذهانهم من أفكار أو حلول غير مألوفة لمشكلات حالية أو متوقعة بشكل يتسم بالإبداع والابتكار. وتم إطلاق رابطة مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل في هذه الورشة، وهي إحدى الأفكار المنبثقة منها، وتهدف إلى تعزيز وتقوية العلاقة مع الأشخاص المهتمين بمجال حماية الطفل وخصوصاً الطاقات الشابة المبدعة للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم وأفكارهم في هذا المجال، والتواصل معهم وتمكينهم من المشاركة ومتابعة مختلف الفعاليات التي يقيمها المركز ليكون الجميع شركاء حقيقيين؛ فيما يسهم في تحقيق الحياة السعيدة للأطفال. وعبرت الطالبات عن سرورهن بالمشاركة في هذه الورشة كأول تجربة لهن، وأعربن عن رغبتهن في المشاركة في ورش أخرى لتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الخدمات الخاصة بحماية الطفل.