دشّن وزير التعليم رئيس مجلس إدارة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميُز في التعليم الدكتور عزام الدخيّل مساء أمس الأول الاحد "مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميُّز في التعليم"، بحضور وزراء التعليم العرب، وممثلي منظمة اليونسكو، ورؤساء الجامعات السعودية والعربية، وسفراء العالم في المملكة تحت إشراف "اليونسكو"، وذلك بفندق الرتزكارلتون بالرياض. وخلال الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة ألقيت كلمة المركز ألقاها مدير المركز الدكتور حسام زمان رحب فيها بوزير التعليم والحضور، مشيرا إلى أن المركز يعد مبادرة من حكومة المملكة ممثلة في وزارة التعليم لتعزيز مشاركة المملكة الدولية في التنمية وهو متخصص في قضايا الجودة والتعليم. وأشار إلى أن هذا المركز يأتي مبادرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ممثلة في وزارة التعليم لتعزيز مشاركة المملكة الدولية في خدمة أهداف التعليم والتنمية حيث يعد هذا المركز الأول من ضمن المراكز المتخصصة التابعة لليونسكو المتخصص في قضايا جودة التعليم وتحفيز التميز كما أنها المرة الأولى التي تستضيف فيه المملكة هذا النوع من المراكز الإقليمية التابعة لليونسكو تقديرا من المنظمة لدور المملكة الإقليمي وجاهزيتها التشغيلية. بعدها ألقى مدير مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت وممثل معالي مدير اليونسكو الدكتور حمد الهمامي كلمة نقل تحيات مديرة اليونسكو متمنين للمملكة التوفيق والسداد، معربا عن شكره للمملكة على إنشاء هذا المركز وكل القائمين عليه. إثر ذلك ألقى معالي الدكتور عزام الدخيل كلمة رحب فيها بالجميع، مشيرا إلى المملكة سعت إلى إنشاء هذا المركز تحت مظلة منظمة اليونسكو امتدادا لرسالتها الإنسانية التي لا تتوقف لتعزيز كل ماهو إيجابي في حياة الشعوب وتأكيدا على التزاماتها المحلية والإقليمية والدولية تجاه توفير حق التعليم للجميع وجودته وتميز مخرجاته كأحد أهم مرتكزات التنمية المستدامة لافتا النظر إلى أن هذا المركز هو نتيجة لهذا التوجه. وأشار إلى أنه من أولويات المركز نشر ثقافة الجودة والتميز وتعزيزها في المؤسسات التعليمية في المملكة والدول العربية وذلك من خلال تطوير السياسات الداعمة للجودة والتميز في التعليم والمبنية على أفضل الدراسات والخبرات والتجارب العالمية في هذا المجال وعبر دعم ثقافة الجودة والتميز بالبرامج التدريبية اللازمة. وأفاد الدخيّل أن الجودة المقصودة هي العمليات التي تعنى بالتحسين المستمر للخدمات التعليمية والاهتمام المؤسسي المتواصل برفع مستوى مخرجات عمليات التعليم، مضيفا أن التميز المنشود هو المحصلة النهائية لهذه العمليات المستمرة وهو الذي يتجسد في الإنسان المكتسب للمعارف والمهارات الأساسية مع قدرته ورغبته في التعليم والتعلم المستمر وتمثلة للقيم الحضارية من التفكير النقدي والتسامح والتعايش مع الآخر المختلفة ثقافيا ودينيا واجتماعيا. ولفت الدخيّل النظر إلى أن المركز تبرز أهميته كونه المركز الإقليمي الأول تحت مظلة اليونسكو الذي تستضيفه المملكة وتتأكد أهميته عبر مشاركة عدد من الدول الإقلمية في مجلس إدارته مما يؤكد أهمية العمل العربي المشترك في جميع الميادين التنموية والتي يعد التعليم الذي يحرص الجميع على جودته وتميزه. وقال: إن نجاح المركز يتجلى في مشاركة مختلف القطاعات والخبرات في بناء وتنفيذ برامجه وتقويمها على نحو مستمر في ضو أهداف منظمة اليونسكو التنموية والبناءة متطلعا إلى مشاركة جميع الخبراء والمختصين في مجال الجودة والتميز في التعليم على مستوى الدول العربية للمساهمة بمقترحاتهم والمشاركة بآرائهم في التطوير المستمر لأنظمة التعليم بما يخدم قضايا أمتنا العربية ويعزز دور الإنسان العربي في البناء الحضاري العالمي من خلال جودة تعليمه وتميزه. ورفع الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على إنشاء هذا المركز وكل من أسهم في إنشاء هذا المركز، ووزراء التعليم على قبولهم عضوية المركز سائلا الله عز وجل التوفيق للجميع. بعد ذلك وقعت إطار اتفاقية بين وزارة التعليم ويمثلها معالي وزير التعليم د. عزام الدخيل ومديرة التربية الدولية بمنظمة الينوسكو بجنيف د. ماروبي وتخلل هذا الاطار تطوير التعليم وإرسال خبراء مختصين من جنيف وبعض من الخبراء الدوليين لزيارة المملكة والخروج بتقارير عن جودة التعليم وتميزه وإعادة تطويره والنهوض فيه عالمياً لخدمة مستقبل نماذج الوطن في التعليم العام والتعليم العالي وستكون مدة الاتفاقية 4 سنوات. حضر توقيع إطار الاتفاقية وزراء التعليم من المملكة المغربية والجمهورية المصرية والمملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية المتحدة وممثل منظمة اليونسكو ومدير عام مركز اليونسكو للجودة والتميز وفي الختام عقد معاليه مؤتمرا صحفيا للحديث عن المركز وأهدافه وإنجازاته بحضور ممثلي وسائل الإعلام والصحف. وفي سؤال عن إمكانية الاعتماد المدرسي لمدارسنا على ضوء هذه الاتفاقية اوضح الوزير عزام الدخيّل بان الموضوع يتعلق باتفاقية بين المنظمة الدولية للتربية والتعليم " اليونيسكو" ووزارة التعليم لان هناك خبرات معينة نحن نستطيع الحصول عليها من خلال هذه المنظمة وبهذه الطريقة سوف نصل الى الخبرات التي تم التعرف عليها مسبقا في دول اخرى واضاف: "من المهم جدا الا نجرب، فهناك تجارب في أماكن كثيرة في العالم وهناك خبراء استطاعوا ان يحققوا إنجازات لذلك هذه الاتفاقية ستكون الغطاء لمثل هذه المشروعات عن تفعيل شعار الوزارة "نريد تعلما أكثر وتعليما أقل" من خلال هذا المركز قال الوزير الدخيّل: "نحن لسنا في مرحلة شعارات، ولكن عبارة "نريد تعلما اكثر، وتعليما اقل" ذكرتها في مناسبات تتعلق بالتعليم الالكتروني والتعلم عن بعد ومناسبات مشابهة، واضاف: المركز الاقليمي للجودة والتميز في التعليم له دور شامل ويتعلق فعلا بما نعمله، وما يتعلق بتعليمنا مرتبط بالاتفاقية التي وقعناها اليوم بين مكتب التربية الدولي بجنيف التابع لليونسكو فهذا إطار تعاون للحصول على أنظمة عالمية المستوى في التعليم والتدريب والتعلم مدي الحياة وهذا مانسعي اليه. وكان قد سبق حفل التدشين، اجتماع مجلس الإدارة الأول ناقش خلاله جملة من الموضوعات المتعلقة بالمركز والجودة والتميز في التعليم. ويعتبر المركز الإقليمي للجودة والتميُّز في التعليم العام إحدى أهم المبادرات التطويرية الدولية في نطاق التعليم من حكومة المملكة العربية السعودية، ويأتي في إطار التوجّه العام للدولة في التركيز على قضايا الجودة والتميُّز، والاهتمام بنوعية الخدمات بدلاً من مجرد التركيز على توفيرها، وطبيعة المركز الإقليمية تعكس تجاوز هذا الاهتمام للمستوى الوطني إلى المستويين الإقليمي والدولي. والمركز بصفته الإقليمية هو أحد مراكز الفئة الثانية تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة وتبرز أهميته من كونه الأول من هذا النوع على مستوى المملكة العربية السعودية، بالنسبة لطبيعة تخصّصه وتركيزه على قضايا الجودة والتميُّز في التعليم والأول على مستوى العالم من نوعه تحت إشراف اليونسكو الذي يتخصّص في هذه القضايا. وترتكز رسالة المركز على توفير الخدمات الاستشارية والتدريبية في مجالات الجودة والاعتماد الأكاديمي والتميُّز للهيئات والمؤسسات التعليمية على مستوى الدول العربية، كبيت خبرة متخصّص في هذا المجال. ويعد المركز الإقليمي للجودة والتميُّز في التعليم العام، جهة مستقلة إدارياً ومالياً، بموجب موافقة المقام السامي الكريم على مشروع الاتفاقية مع منظمة اليونسكو.