قامة من قامات الوطن التي ساهمت في بنائه ومنعته, هامة لطالما نازعت الى السماء هامات العباد خضوعاً لرب العباد و طلباً لعلياء القوم ورفعتهم, عبدالعزيز بن عبد المحسن التويجري سعودي الأصل سديري المنشأ, رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وجزاه عن أمته ووطنه كل خير, عبدالعزيز التويجري او كما أحب أن أسميه المحارب الفيلسوف, هذه التسمية تفرض نفسها من تتبعك لمسيرة حياته فهو من أوائل من انضموا لجيش عبدالعزيز آل سعود تطوعاً, ومن ثم كانت مسيرته مع الحرس الوطني بناء وتأسيساً حتى أصبح نائب رئيس الحرس الوطني, فهنا التويجري محارب من الصحراء ولكنه صاحب مؤلفات عديدة تم نشرها في حياته رحمه الله, مؤلفات أعطته بحق لقب فيلسوف الصحراء. وان كانت روح المحارب ما زالت حية بيننا لم تمت ،فتلك علاماتها في أولاده وأحفاده الذين ما زالوا على العهد يحاربون من اجل كرامة الوطن يرخصون أرواحهم وأجسادهم لراية التوحيد على عهد أبيهم ما تراجعوا قيد أنملة, لست بمعرض ذكرهم وذكر مناقبهم فهم أسودٌ من ذاك الأسد, ألا ينقطع ابن ادم حين رحيله الى آخرته عن الدنيا إلا من ثلاث, ففي عبدالعزيز التويجري شهدنا له بالثلاث وإحداها ابن صالح يدعو له, والدعوة للأب ليست فقط بعمل خير باسم أبيهم بل بما يقدمونه للوطن وأبناء الوطن حباً وكرامة عبدالمحسن وخالد وعبدالسلام وعبدالله ومحمد وحمد , هذه هي خير ما نتركه في الدنيا فخير الجهاد جهاد في النفس وتنشئة من ينفعون البلاد والعباد في خدمة الدين ثم المليك والوطن ويحافظوا على مدرسة أبيهم كمدرسة في حب المليك والوطن وفي علم الإدارة والأدب والتاريخ والتواضع وفن التعامل مع الناس. في عيد الأضحى سعيت للسلام على ال التويجري أبناء عبدالعزيز, وفي مجلس العيد كأني بالراحل حي موجود بيننا, فكبار في السن عاصروه وشباب قرؤوه وتتبعوه وأجيال جديدة تسمع به لكنهم في مجلس العيد وجدوه, وأبناؤه يطوفون بالمجلس مرحبين مهنئين, من وهبهم الله عز وجل قدرا في الدنيا فتواضعوا للناس هؤلاء هم الأكرمون الطيبون, من حملوا إرثا من صاحب حمل قبلهم أمانة على عاتقه, ففي النهاية هم جنود من جنود الله على أرض بيته الحرام, هكذا خطها عبدالعزيز آل سعود وهكذا أراد الله لآل سعود من بطانة صالحة. في المجلس رأيت رجلاً يجاهد في الاستقبال والسلام ومساعدة الداخلين والخارجين, لا يهدأ ولا يكل, فأصابني الفضول لأعرف من هو, ظننت انه ربما مدير مكتب عبد المحسن او سكرتيره او لأحد الإخوة من أبناء عبدالعزيز, فهممت عليه وسألته بعد السلام « انت تعمل بمكتب أي من الإخوة ؟», فكانت الابتسامة والبساطة في الإجابة:» أنا أعمل لحسابهم كلهم أنا أخوهم محمد», لم أنجح في محاولة كبت ابتسامتي فرحا به ولكني حاولت تدارك الموقف بالاعتذار, لم يمهلني محمد بن عبدالعزيز التويجري فرصة لأتمم اعتذاري فاقبل علي مطيباً الخاطر ومؤكداً ان هذا واجبه أسوة بإخوته, ابتسامته وسماحة تعابير وجهه أشعرتني ان هذا الأسد من أسود التويجري كبير كما شاء لهم القدر ان يكونوا كباراً يخدمون كباراً. alharbit@gmail.com