أبلغ "الاقتصاديـة" دانييل تابس؛ رئيس فريق أبحاث الأسهم وإدارة المحافظ في الأسواق العالمية الناشئة لدى بنك ميرابو، أن إدراج السوق السعودية في مؤشر الأسواق الناشئة سيشكل نسبة أكبر من التي تشكلها السوق الروسية. يتوقع أن تتم إعادة تقييم تصنيف السوق السعودية ضمن الأسواق الناشئة بين عام واحد وعامين. وأشار إلى أن الـسنوات الماضية شهدت أداءً قوياً للأسواق الخليجية ككل، خاصة بعد انضمام السوقين الإماراتية والقطرية إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة (مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة)، وإعلان فتح سوق الأسهم السعودية للمؤسسات الأجنبية، والتوجه العام للمستثمرين العالميين والمحليين. وقال إنه رغم التقلبات في أسعار النفط التي تؤثر بشكل مباشر في آراء المستثمرين الأجانب، والتي تأخذها المجموعات العالمية مثل بنك ميرابو بعين الاعتبار، فإن البنك يستثمر حاليا نسبة 7 في المائة من صندوقه في السوق السعودية، ما يعد جزءا كبيرا من المحفظة الاستثمارية مقارنة مع المصارف الاستثمارية الأجنبية الأخرى، لافتاً إلى أن المحفظة الاستثمارية للأسواق الناشئة في ميرابو، تعد من بين المحافظ العالمية القليلة جدا التي تستثمر في السوق السعودية. وتوقع تابس، أن يُحدث إدراج سوق المملكة في مؤشر إم إس سي آي (أي أسواق الناشئة)، طفرة كبيرة في تداول الأسهم أكبر من تلك التي أحدثها إدراج سوقي الإمارات وقطر فيه، وذلك لأن الإدراج سيكون له نسبة وشأن أكبر في المؤشر ككل، ما سيفرض على المستثمرين الأجانب أن يعتبروه جزءا من استراتيجياتهم، مستدركاً أن عدم حصول ذلك يعني أن أسهم السوق ستشكل نسبة أقل مما يجب من محافظهم الاستثمارية، وهذا القرار لن يعد استراتيجيا لهم. كما يتوقع رئيس فريق أبحاث الأسهم وإدارة المحافظ في الأسواق العالمية الناشئة لدى بنك ميرابو العالمي، أن يكون طرح لائحة الأنظمة التشريعية الأخيرة لدخول الأجانب إلى السوق السعودية، المتوقع نشرها رسميا اليوم، إشارة إلى النضج الذي وصلت له السوق السعودية من حيث تأمين الحماية القانونية واللازمة للمستثمرين الأجانب التي لن تغامر في دخول السوق السعودية لاعتبارات أبرزها درء المخاطر وتخوفهم من عدم وجود الشفافية والإفصاح والإجراءات غير الواضحة. وفيما يتعلق باللائحة التنظيمية، توقع أن تتضمن أجوبة لمعظم أسئلة جميع المستثمرين الأجانب، وأن تكون مناسبة جدا للرفع من الوعي العام في السوق بشكل عام والمستثمر الأجنبي بشكل خاص. وقال إن توفير المنطقة بشكل عام فرص استثمارية مميزة تساعد على جذب تدفقات استثمارية كبيرة بمليارات الدولارات من مستثمرين أجانب، ومحليين، ومديري صناديق الاستثمار، والمحافظ، سيسهم في رفع السيولة في السوق وزيادة إلى الثقة في تعاملات المستثمرين. ولفت إلى أن سوق المملكة تحديدا سيوفر فرصاً استثمارية ضخمة للمستثمرين، خاصة بعد أن يتم إدراجها ضمن مؤشر إم. إس. سي. آي. للأسواق الناشئة، موضحا أنه قد عم تفاؤل قوي بين المستثمرين الأجانب بعد الإعلان عن انفتاح السوق السعودية للمستثمرين المؤسساتيين في أواخر تموز ( يوليو) من العام الماضي 2014، وإزالة الحواجز أمام المستثمرين للدخول في أكبر سوق أسهم في المنطقة. وعليه، يتوقع أنه خلال فترة تراوح بين عام واحد وعامين، ستتم إعادة تقييم للمؤشر، وتصنيف السوق السعودية ضمن الأسواق الناشئة، وفي هذه الحالة، سيتم ضم السوق إلى مؤشر إم إس سي أي للأسواق الناشئة، وستشكل بالتالي نحو 4 في المائة من قيمة المؤشر ككل، وهذه نسبة ملحوظة لأنها ستشكل نسبة أكبر من الموجودة في السوق الروسية، وبنفس نسبة السوق المكسيكية تقريبا، ما يعني أنها ستكون سوقاً لا يستطيع المستثمرون الأجانب تجاهلها. وبين تابس، أنه في العادة لا تلفت الأسواق صغيرة الحجم نظر المستثمرين المؤسساتيين العالميين، وهي أصغر من أن تستحق الاستثمار فيها، لكن ميرابو من المؤسسات المالية العالمية الأولى، التي وضعت ثقتها في السوق السعودية، وتستثمر فيها قبل أن يتم الإعلان عن انفتاحه ومخططات إدراجه في المؤشر. ويركز رئيس فريق أبحاث الأسهم وإدارة المحافظ في الأسواق العالمية الناشئة لدى بنك ميرابو، على الشركات التي يتم تداول أسهمها بقيمة تناهز خمسة ملايين دولار أمريكي يومياً، لذلك فإن الأسواق الأصغر حجماً لا تمتلك السيولة الكافية لتترك تأثير كاف على المحافظ الاستثمارية. ويرى تابس حاجة مديري الصناديق الاستثمارية للمزيد من التقارير الاستثمارية والأبحاث باللغة الإنجليزية بالتزامن مع انفتاح السوق السعودي، الأمر الذي سيعزز من مكانة المملكة ويجعلها وجهة استثمارية، ما يعني أيضاً أن المستثمرين العالميين الأجانب سيشعرون بالاطمئنان لدى استثمارهم في السوق السعودية. وأضاف، "في حين أن المنطقة تواجه مخاطر سياسية تتصدر الصفحات الأولى للأخبار المحلية، الإقليمية والعالمية، ويتابعها مديرو الصناديق الاستثمارية حول العالم ويعتبرونها عاملا مهما في قراراتهم الاستثمارية، وحتى لأولئك الذين يتخذون من لندن مقرا لهم، لكن هذا لا يلغي الحاجة إلى التركيز على العوامل الأساسية لأداء السهم الذي تختار ميرابو أن تستثمر فيه، وقوة البيانات المالية للشركة". وتابع "بالنسبة لنا، فإن العوامل الأساسية طويلة الأمد للمملكة والشركات التي تنشط في سوقها تعتبر جيدة جداً، ورغم الأوضاع السائدة تدعونا إلى توخي بعض الحذر، لكن ميرابو تعد مستثمراً طويل الأمد، وهذا يتطلب النظر ما بعد المخاطر السياسية قدر الإمكان". وأشار إلى أن استراتيجية ميرابو تعتمد بشكل كلي على انتقاء الفرص الاستثمارية في الشركات، التي تحقق نمواً في رؤوس أموالها وعائدات أرباح أسهمها أينما وجِدَت، معبرا عن قوة ثقته بالسوق السعودية وحجم استثمارات ميرابو فيها.