×
محافظة المدينة المنورة

أخبار السوق

صورة الخبر

بينما تواصل طائرات التحالف العربي تنفيذ مهماتها المرسومة بدقة، والتي تتمثل في تدمير القدرات العسكرية للمتمردين الحوثيين، وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وردعهم عن عدوانهم على الشعب اليمني، بدأت ملامح الهزيمة الكاملة تظهر على عدوهم بصورة جلية، وتسارعت هزائمه في كثير من جبهات القتال، تحت وقع الضربات الموجعة المتتالية التي وجهتها له طائرات التحالف، إضافة إلى محاصرته بواسطة مقاتلي المقاومة الشعبية، الذين سجلوا خلال الفترة الماضية تقدما ملحوظاً على حساب المتمردين. وبدا واضحاً للحوثي أن المأزق الذي وضع نفسه فيه يزداد صعوبة، لاسيما بعد نجاح الدول العربية في استصدار قرار أممي ملزم من مجلس الأمن، بمنح طائرات التحالف الحق في فرض حظر تام على أجواء اليمن ومنافذه البرية والبحرية، وعدم السماح لأي طائرة أو سفينة أو قافلة مساعدات بدخول أجواء اليمن، إلا بعد الحصول على التراخيص اللازمة من غرفة عمليات التحالف، على أن تمر الطائرات قبل توجهها إلى صنعاء، وبعد مغادرتها بأحد مطارات المملكة لإجراء التفتيش اللازم، وبذلك لم يعد بإمكان الإيرانيين تقديم أي من أنواع الدعم لعملائهم في اليمن. وبذلك صار المتمردون في عزلة وحصار فعلي، وبدأ مخزونهم العسكري يتناقص باستمرار، بعد أن دمرت عاصفة الحزم الغالبية العظمى منه وهو لا يزال في مخازنه. ويؤكد مراقبون أن وضع المتمردين الحوثيين يزداد صعوبة مع تقدم الأيام، وأن قيادتهم باتت تبحث عن مخرج من الأزمة التي وضعوا أنفسهم فيها، بعد أن تأكدوا من عدم نجاح لهجة التهديد والوعيد الكاذبة التي كانوا يتخذونها، وأن التعنت لن يؤدي بهم إلا للفناء والنهاية التامة، وتوقع المراقبون أن يتواصل التغير في أساليب الحوثيين خلال الفترة المقبلة، مستدلين على ذلك بالمناشدة التي أطلقتها الحركة للأمم المتحدة، تطالب فيها بالتدخل لإنهاء القتال. وكان رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحركة أنصار الله الحوثية، حسين العزي، قال أول من أمس في رسالة للأمين العام للأم المتحدة "يؤسفنا أن نبلغكم بأن الكميات المتبقية من الوقود مهددة بالنفاد خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى مع تناقص مخيف في كميات الدواء". ودعا العزي الأمم المتحدة أول من أمس إلى العمل على إنهاء الضربات الجوية لطائرات التحالف. بالمقابل تبدو إيران مكتوفة الأيدي، في ظل الدعم الدولي القوي الذي تتمتع به المملكة، بسبب عدالة قضيتها، والتسليم بحقها في الدفاع عن حدودها الجنوبية. كما أن تدخلها في اليمن أتى بناء على طلب رسمي من الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. وبذلك نالت العمليات العسكرية التي تقودها المملكة تأييد كل الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى الأمم المتحدة. ولم تجد كل الوسائل العقيمة التي دأبت إيران على اتخاذها، من تصريحات عدائية، وتهديدات جوفاء، فبدأت ملامح التخبط واضحة في سياستها مع الأزمة، بين محاولة استرضاء القيادة السعودية، والاستمرار في سياسة التصريحات العدائية. وبينما نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله إن طهران "لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر"، وهو ما يمثل اعترافاً واضحا بدورها في ما يحدث باليمن، رغم محاولاتها السابقة لنفي أي علاقة لها به، نسبت مواقع إخبارية إيرانية لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قوله في تصريحات صحفية إن لإيران دورا وأهمية، وإن معاداتها ليس في مصلحة المملكة، وإنه عرض جاهزيته للذهاب إلى إيران وحل المسائل الخلافية بين الطرفين. وهو ما نفته وزارة الخارجية السعودية بشدة، مؤكدة أن الجبير لم يدل بأي تصريح صحفي منذ تعيينه أخيرا كوزير للخارجية. وأشار المراقبون إلى أن هذا التصرف الإيراني ما هو إلا محاولة لاسترضاء المملكة وعرض إجراء حوار مباشر معها.