في ظل الحديث عن اقتراب ساعة الصفر لانطلاق معركة القلمون في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، بين الفصائل المعارضة من جهة وحزب الله والجيش السوري من جهة أخرى، نشرت «جبهة النصرة» على حساب ما يعرف بـ«مراسل القلمون» على «تويتر» مجموعة من الصور تظهر حجم التأهب العسكري لدى الجبهة استعدادًا لصد أي هجوم. وأكدت في تغريداتها، يوم أمس، «اكتمال تدريب طواقم متخصصة من رماة الصواريخ الموجهة ونشرهم على قمم جبال القلمون، تحسبا من أي تقدم للعدو»، مشيرة إلى أن «تدريب (المجاهدين) على الأسلحة المضادة للدروع في معسكرات التدريب لـ(جبهة النصرة) في القلمون». وجاء إعلان النصرة بعد معلومات أشارت صباح أمس إلى أن الفصائل المعارضة وافقت، نتيجة المفاوضات، على الانسحاب إلى الداخل السوري تفاديا للمعركة مع حزب الله. وفيما أشارت بعض المعلومات إلى أن المجموعات المسلّحة المختلفة التي يقدر عددها بأربعة آلاف مقاتل أعادت تموضعها في مواقع محصّنة داخل الأراضي السورية، ذكرت معلومات أخرى أنّ التحضيرات والخطط العسكرية من قبل الطرفين، أصبحت في مراحلها النهائية. وقد عمد المسلحون في القلمون إلى تجهيز كمائن وزرع ألغام في المناطق التي من المتوقع أن تشهد المعارك، ومنها جرود عرسال اللبنانية. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد أعلن رسميا التحضير للمعركة في خطاب ألقاه في فبراير (شباط) الماضي، أكد فيه أن «معركة السلسلة الشرقية آتية لا محالة بعد ذوبان الثلج». ويعمل حزب الله على محاولة فرض الحسم في مدة لا تزيد على الشهر ونصف الشهر منعا لتحولها إلى «حرب استنزاف»، علما أن مصادر إعلامية لبنانية كانت قد أشارت إلى أن هناك تعبئة واستنفارا عاما في القرى الشيعية بالبقاع، وذكر موقع «جنوبية» أنّ القرى في البقاع الغربي باتت شبه خالية من الشباب الذي توجه قسم كبير منهم إلى البقاع الشمالي بغية التحضير لمعركة القلمون المرتقبة، فيما قالت «صحيفة لوريان لو جور» الفرنسية إنّ «مستشفيات المنطقة أصبحت في حالة تأهب قصوى تحسبا لما قد يحدث في الأيام المقبلة».