×
محافظة المنطقة الشرقية

« تايتنك » فيلم يكتب التاريخ

صورة الخبر

ا يتردد الشاب السعودي علي عبد رب الرضا، في دفع مبالغ مالية «كبيرة»، لحجوزات الطيران والفنادق، خلال تردده على عدد من العواصم العربية والأوروبية، لحضور المعارض الخاصة بتربية طيور الزينة. ولا يكتفي بذلك، فهو يبذل قصارى جهده في الإطلاع والقراءة عن أسرار تربية هذه الطيور التي تحولت علاقته بها من مجرد هواية ورثها من والده قبل نحو عقد ونصف العقد، إلى تجارة «مربحة». كما لا يتردد في دفع مبالغ مماثلة لشراء فصائل وألوان نادرة لأحد أنواع طيور الزينة، التي تُسمى محلياً «اللوف بيرد»، أو «الفيشر»، التي باع زوجين منها مرة بـ200 ألف ريال (75 ألف دولار). ولا يقتصر هذا الاهتمام على عبد رب الرضا، فكثير من الشبان السعوديين تستهويهم تربية طيور الزينة، ويدفعون مبالغ طائلة لإشباع شغفهم هذا. منزل منير حمود مقسم إلى نصفين بالتساوي، الأول له ولأسرته المكونة منه ومن زوجته وطفلين وطفلة، والآخر لطيور الزينة بأصنافها وأشكالها كافة، والتي تفوق قيمتها السوقية ملايين الريالات. وهو لم يشترها كلها، فأكثر من نصفها توالد لديه في منزله، بعد أن وفر لها الأجواء والعوامل المساعدة للتكاثر. وتشهد الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية، أسواقاً مخصصة لبيع طيور الزينة، لعل أشهرها على الإطلاق سوق الخميس في محافظة القطيف الذي أصبح يقام السبت، بعد تغيير الإجازة الأسبوعية من الخميس إلى السبت. وتعرض فيه أنواع مختلفة من الطيور والحمام، مثل الببغاوات، والكناري، والحسون، والزيبرا. ويستقطب السوق المهتمين من محافظات المنطقة كافة، ومن خارجها إضافة إلى مهتمين من بعض دول الخليج. وعلى رغم هذا الاهتمام المتنامي من المهتمين بهذه الهواية القديمة، إلا أن عقبات عدة تواجههم في تنمية هذه الهواية والانطلاق فيها، لعل أبرزها كما يقول عبد رب الرضا وآخرون حظر استيراد طيور الزينة من دول الخليج أو أية دولة في العالم، في أعقاب ظهور «أنفلونزا الطيور» قبل نحو خمسة أعوام، ما تسبب في هذا المنع. وعلى رغم أن عدداً من الدول سمحت بالاستيراد لاحقاً، إلا أن المنع لا يزال سارياً في السعودية»، موضحاً أن هذا السبب أدى إلى «مضاعفة أسعار الطيور إلى أكثر من عشر مرات». وشدد حمود على ضرورة «إنشاء نادٍ لطيور الزينة»، موضحاً أن «الكثيرين يلجأون إلى دول الخليج العربي لحضور المعارض والفعاليات المتخصصة في الطيور، فيما نفتقد ذلك، ما عدا بعض الجهود الفردية، والتي لا تجد أي دعم رسمي من الجهات المعنية». وتمنّى عبد رب الرضا إيجاد «تعاون بين دول الخليج في هذا المجال، خصوصاً أن الكثير من الفصائل المميزة والنادرة متوافرة في السعودية، إذ يأتي الكثير من الأشقاء الخليجيين لمشاهدة هذه الفصائل وشرائها، على رغم العقبات التي تواجههم في المنافذ البرية والجوية». وقال: «كنت في مصر قبل فترة بسيطة، لحضور أحد المعارض، وشاهدت مدى تطور المصريين في هذا الجانب، على رغم فارق الإمكانات بيننا وبينهم، إلا أن الدعم الحكومي أسهم في تطورهم في هذا الجانب، وبصورة سريعة». ويحرص هواة تربية طيور الزينة على السفر إلى دول أوروبا، وبالتحديد الى هولندا، التي تستضيف معارض ومزادات سنوية لطيور الزينة. وشارك عبد رب الرضا أخيراً في أحد المعارض، الذي عرضت فيه معظم أنواع طيور الزينة، وهو أكبر معارض الطيور وأشهرها على مستوى العالم. وقال: «هذا المعرض يقام سنوياً في هولندا، ويعرض فيه أكثر من عشرة آلاف عارض من 20 دولة على مستوى العالم، ويستقطب الكثير من الهواة والمحترفين، وغالباً ما يستعرض المهتمون طيور «اللوف بيرد»، تحديداً الفصائل والألوان النادرة من هذا الصنف من الطيور».