يعتقد بعضنا أن المكانة الإدارية العليا تقتضي التأخير في الحضور للمكتب، وعدم إطالة الحديث مع الموظفين، ووضع مسافة بيننا وبينهم، وعدم التباسط معهم في الكلام، ولاكتمال الوقار، من المهم الاحتفاظ بالمعلومة، والبحث عن سبل التميز عنهم، بكبح جماح تطويرهم، وتحجيم الصلاحيات المعطاة. جمعية الإدارة الأمريكية لها رأي آخر، فقد وضعت خمس صفات للمديرين الأكثر إنتاجية، الأول هو تمكين الموظفين، وإعطاؤهم الصلاحيات التي تضمن لهم القيام بالمهام، كاملة، ولا يعني ذلك، التسرع بالتفويض، وتضييع مسؤوليات العمل، بل تعني نقل الخبرة لهم بالتدرج، وبالإشراف المباشر على تطويرهم، وشحذ قدراتهم، حتى يتقنوا درجة أعلى من عملهم بكفاءة، دون المبالغة في محاسبتهم، عند وقوع الخطأ، فالصلاحيات تفوض، لكن المسؤوليات لا تفوض. الصفة الثانية، الخلطة، والاقتراب من الموظفين، وأسمتها الجمعية (الإدارة بالاقتراب)، والعمل الميداني، ولا يعني الإدارة نيابة عنهم، أو مراقبتهم بدقة، بل تعني تشجيعهم لأداء العمل على أحسن وجه، والصفة الثالثة، كسر الأبراج العاجية، التي تحجزنا عنهم، من مديري المكتب، والحجّاب، وأبواب الاجتماعات الموصدة، وجعل الوصول لنا ميسورًا، وتذكر أنك لا تستطيع معرفة كل شيء عن طريق السكرتارية، ومن يريد أن يصل إليك يستطيع إما بالزيارة أو الإيميل، أو أحدى قنوات التواصل الاجتماعي. المدير القدير، في وجهة نظر جمعية الإدارة الأمريكية، ليس السوبرمان الذي يعرف كل شيء، ويتقن كل شيء أحسن من غيره، بل هو من يسمح للمختصين بالعمل وفق تخصصهم، دون أن يتضايق، والصفة الخامسة والأخيرة، الثقة في الموظفين، وإعطاؤهم الحرية الكاملة، فالثقة تبني جسور العمل الجماعي، وتجعل الموظف يعطيك أحسن ما لديه، وتجعل ارتباطه بالعمل أكبر. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول المفكر والكاتب العالمي زيج ريجلر: خلق الإنسان وهو مفطور على حب الإنجاز، ومهيأ للنجاح، ومميز بوجود بذور العظمة في داخله.