منذ عدة سنوات، والباحثون والمحللون السياسيون، ومراكز الدراسات الغربية تنظر إلى أن المملكة بحاجة ماسة وكبيرة لتجديد الدماء، وتفعيل وترشيق السياسات، ولأن التغيير يرتبط بظروف دولية وإقليمية وداخلية، فقد نظرت مؤسسات الأبحاث إلى أن ترتيب بيت الحكم، يحتاج إلى شخصية وازنة ومؤثرة، وتحظى بالاحترام والتأييد، والرؤية الاستراتيجية العميقة، وعلى الرغم من أن الدولة قطعت أشواطا في التطوير والإصلاحات الداخلية، إلا أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان– يحفظه الله- كان استثنائيا وغير عادي، فقد قالوا عن هذه الإجراءات إنها حركة تطوير وتصحيح كانت تحتاج إلى عام كامل، لكن الملك سلمان أنجزها في وقت قياسي وبحكمة وعقلانية، أشعرت البعيد قبل القريب بعمق هذه الإجراءات وأهدافها وأبعادها والتي تعتبر بالمحصلة صياغة جديدة لعقد سياسي جديد. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن ما عمله الملك سلمان، يحتاج في بلدان أخرى سنوات، لا بل إن العديد من زعماء العالم ممن يتسلمون السلطة، ينصحهم المستشارون، بعدم إجراء أية تغييرات في السنة الأولى من الحكم، والانتظار لعام كامل، إلا أن النظم الملكية المستقرة والممتدة، ليس فيها خلاف على الشرعية، فهي شرعية واضحة، ومرجعية للجميع بلا استثناء، ولهذا كان بعض ما أطلقه مثقفون سعوديون بأن ترتيب البيت الداخلي شأن ملكي، وقد قيض الله الملك سلمان لترتيبه وتوضيحه، لا بل أظهرت البيعة عمق التلاحم والتعاضد الشعبي لهذه القرارات التي اعتبرت نقطة وعهد جديد كتبه الملك سلمان بخط يده. الملك سلمان -يحفظه الله- والذي كان صانعا للسياسات والاستراتيجيات وللرمزيات في هذا البلد، ومستشار الملوك، وصديق الإعلاميين والمثقفين والمفكرين ورجال الأعمال، أحدث خلال فترة بسيطة نقلة هائلة في السلطة، وفي إدخال الدماء الجديدة والشابة في القيادة والحكومة، لا بل إن مبدأ سلمان الجديد في السياسة الداخلية والخارجية مبني على الفاعلية والقدرة على التأثير وصناعة القرار، ولهذا كانت عاصفة الحزم، تطبيقا لسياسة جديدة تقوم على خدمة مصالح الأمن الوطني والعربي، وتنويع العلاقات الخارجية والمصالح الدولية. الدينامية الجديدة، تحتاج جيلا جديدا في القيادة، ولهذا كان وجود ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وهو الشخصية الموصوفة بالاتزان والشمولية في رؤية معطيات القرار، وما لديه من رصيد وخبرة كبيرة في خدمة الأمن والاستقرار الوطني، جعل وجوده إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وفي إطار مبدأ سلمان القائم على الدينامية والفاعلية والتأثير، ليكون واحدا من أبرز القيادات الجديدة في العهد الجديد، ولم تغب عن خادم الحرمين الشريفين رؤيته المستقبلية، في حاجة الدولة لشخصيات تتسم بالقدرة على القيادة واتخاذ القرار، وبينها والأمير محمد بن نايف توافق وتفاهم ورؤى مشتركة وقدرة عالية على التنسيق، مضافا إليها التقدير والاحترام، فقد كان صعود الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد هو نتاج وقراءة صحيحة ومستقبلية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان– يحفظه الله– فقد أكدت الأحداث أن الامير محمد بن سلمان يمتلك رؤية في الادارة والقيادة أهلته لاتخاذ سلسلة قرارات هامة في اطار المجلس الاقتصادي والتنموي، وقي قيادة المؤسسة العسكرية في عاصفة الحزم، وتحقيق النجاحات التي اعترف بها الخصوم قبل الاصدقاء. إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان– يحفظه الله– يعتبر هندسة سياسية متوازنة لشؤون الحكم والدولة، ولهذا لم تخطئ تحليلات المحللين بأن عهد سلمان سيكون عهد التحولات والاجراءات العملية والبناء والتنمية الفعل السياسي الدولي والاقليمي.