قال خبراء في مؤسّسة «آي دي سي» IDC المتخصّصة في بحوث المعلوماتيّة والاتصالات المتطوّرة، إن البنية التحتيّة الإلكترونيّة في الشرق الأوسط يجب أن تتبنى تقنيّات المحاكاة الافتراضيّة (فيرتشوال رياليتي» Virtual Reality)، كي تواكب انتقال الإنترنت عالميّاً إلى عصر «البيانات الضخمة» Big Data. ولاحظ الخبراء أيضاً أن معظم الشركات في الإمارات والشرق الأوسط، أنجزت خطوات نوعيّة باتجاه الاستفادة من عصر «البيانات الضخمة» على الإنترنت. وتوقّع الخبراء أيضاً أن تتقدم مشاريع تطبيق البيانات الضخمة في المنطقة، منتقلة من مرحلة الاختبار إلى التنفيذ فعليّاً. اتّجاه شرق أوسطي في المقابل، لاحظت شركة «كوندو بروتيغو» condoprotego، التي يعني اسمها باللاتينيّة «التخزين والحماية»، أن شركات المنطقة تحتاج لإدراج تقنيّات متقدّمة ضمن البنيّة التحتيّة الإلكترونيّة، كي تستفيد من «البيانات الضخمة» فعليّاً. ومن مقرّها في دبي، حذّرت تلك الشركة المتخصّصة في تخزين البيانات الرقميّة وأمنها، شركات المنطقة من التقاعس عن تبني تقنيّات متقدّمة معلوماتيّاً، يجعلها غير قادرة على الاستفادة من الكميات الضخمة من البيانات التي تتجمع لديها. واعتبرت «كوندو بروتيغو» أن تقنية المُحاكاة الافتراضيّة للبيانات، تمثّل أحد الأساليب الأكثر كفاءة ونفعاً في الاستفادة من «البيانات الضخمة»، إضافة إلى كفاءة تلك التقنية في تخزين البيانات وإدارتها، إذ تساهم تلك المحاكاة في الفصل بين الخوادم («سيرفرز» Servers) التي تخزّن البيانات عليها، وبين التطبيقات والبرامج التي تستخدم تلك البيانات. وكذلك تتيح تقنية المُحاكاة الافتراضيّة نقل بيانات الشركات ومعلوماتها من مكان إلى آخر بطرق سلسة، ما يزيد من مرونة الأعمال وكفاءتها أيضاً. ويؤدي الأمر عينه أيضاً إلى خفض تكلفة تخزين البيانات وإدارتها، مع تقليل الوقت المطلوب لإنجاز المهمات اليوميّة، ما يفسح مجالاً أوسع للتخطيط الاستراتيجي والتركيز على تحقيق أهداف العمل. وفي السياق عينه، لاحظت شركة «غارتنر» المتخصّصة في بحوث المعلوماتيّة، أن شركات الشرق الأوسط تدرك ذلك الرابط الحاسم بين البيانات الضخمة من جهة، والتقنيّات المتطوّرة في المعلوماتيّة من الجهة الاخرى. وأشارت شـركة «غارتنر» إلى التصاعد المستمر في الانفاق على المعلوماتيّة في الـــشرق الأوسط، الذي يذهب جانب منه إلى جهود تحديث مراكز البيانات، وبناء مراكز اخرى لدى شركات محليّة وعالميّة. وشدّدت «غارتنر» على أن الـ»سيرفرز» تمثّل أضخم مكوّن مفرد في تطوّر البنية الإلكترونيّة التحتيّة هذه، متوقّعة أن يصل الإنفاق عليها شرق أوسطيّاً إلى 1.54 بليون دولار في 2017. ورأت «كوندو بروتيغو» أن التوجه نحو التقنيّات المتطوّرة المترافق مع زيادة الاهتمام بالـ»سيرفرز»، يعتبر من المُكوّنات الأساسيّة لنجاح تبني تقنيّة المُحاكاة الافتراضيّة في التعامل مع «البيانات الضخمة» التي تكفل أيضاً توفير استراتيجية متينة لتخزين البيانات وإدارتها وحمايتها واستخدامها بمرونة عالية.