الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت يوم أمس جاءت وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية، والتي تقضي بوجوب الاعتصام بحبل الله ــ عز وجل ــ والتعاون على هداه، وأيضا الحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر على الخير، وأن هذه الأوامر الملكية جاءت انطلاقا من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها وضمانا ــ بعون الله تعالى ــ لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد وما فيه الخير لشعبها الوفي الكريم، كما أن هذه الأوامر الملكية الكريمة تأتي إدراكا من قبل ولي أمر هذه البلاد ــ أيده الله بنصره ــ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبعد نظره لما يحتاجه ويتطلبه واقع ومستقبل هذه البلاد وشعبها، وأن هذه الأوامر الملكية الكريمة، والتي من بينها اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد، وكذلك اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليا لولي العهد، تصب في هذا الاتجاه الخير. إن المملكة العربية السعودية، بقيادتها الرشيدة وشعبها المعطاء، هي دولة متجددة وطامحة لتحقيق المزيد من النجاحات على كافة الأصعدة، والتي تتوافق مع ثوابتها الشرعية والأخلاقية والإنسانية ومكانتها المحلية والإقليمية والعالمية والدور الذي ينتظر منها القيام به، فقد أثبتت فيما مضى وعبر الإنجازات المتعددة أنها لا تركن لما تحقق من إنجازات عظيمة وتنمية كبيرة متعددة الأوجه ودائمة ــ بعون الله تعالى، بل تسعى دوما إلى ما هو أفضل، وهذا يتحقق ــ ولله الحمد ــ من خلال ضخ دماء شابة جديدة لميادين العمل الوطني المشرف والمحملة بالعلم والخبرة هي جديرة بما تحمله من صفات ومؤهلات لأداء المهام المنوطة بها على أكمل وجه ــ بإذن الله تعالى ــ وتحقيق تطلعات الأمة لما فيه خير الدين ثم العباد والبلاد، فالقيادة الرشيدة أكدت دائما على أن جهد الدولة يصب أولا وأخيرا في خدمة الدين والمواطن، وبذلك تقدم كل ما يمكن لخدمته والسهر على راحته وتحقيق تنميته في كل أوجه الحياة وتوفير الخدمات التي تليق به وتليق بالمكانة التي وصلت لها المملكة، وأيضا العمل وبقوة على بذل كل الأسباب التي من شأنها أن تضمن أمن ونماء ورفاهية الأجيال القادمة، وهي ــ بدون شك ــ ضمانة للمستقبل ــ بعون الله تعالى.