×
محافظة المنطقة الشرقية

«أمانة الشرقية» تتلقى الشكاوى عبر «تويتر»

صورة الخبر

أكدت الدكتورة لمياء باعشن تعالق السرد مع أطروحات الحداثة وما بعدها، مع الوجودية والعدمية، والحروب ومآسيها، وتطور العلوم ونتائجها، فظهرت روايات تعددت أنواعها وتقسيماتها إلى حد ضياع ملامحها واختلاطها بأجناس أدبية أخرى.وقالت وهي تتحدث عن "الرواية المعرفية وجدلية الحقيقة"، خلال الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي مساء أول من أمس: إن السرد شكّل ملامح الرواية الاجتماعية، فجالت في الطرقات، وأقبية الأبراج المحصنة، وكشفت عن الطبقات الدنيا ومعاناتها مع الفقر والفساد الأخلاقي، وأسهم السرد في تفصيل الرواية المجتمعية بطقوسها الفيكتورية وتقاليدها الأرستقراطية وبقضاياها البرلمانية وبتشاكلها مع إجراءات المحاكم وتعقيدات القوانين الحقوقية، كما إن الرواية الإنسانية استثمرت مسائل التفرقة العنصرية، والتحيز ضد الأقليات وخاصة النساء والأطفال. وذهبت باعشن في ورقتها ، إلى أن السرد ولدَّ الرواية الواقعية فتبنت من منظور الفرد الواعي بذاتيته طرائق المدارك الامبريقية بتصنيفاتها الدقيقة، واستكشفت جغرافيا العالم وتركيباته السكانية. إلا أن باعشن "أستاذة الأدب الانجليزي بجامعة الملك عبد العزيز سابقا" أشارت إلى أن الرواية لم تستطع التحول إلى بناء موسوعي ومرجع معلوماتي بسبب بعدها التخيلي، وقالت: "إن النسيج الروائي يتمدد لاحتشاد مادته من فضاءات الحياة المعرفية، ثم يضيق لينتظمها في بناء تخيلي متماسك يبتعد عن التماثل التوثيقي، مثل باقي الفنون". مضيفة أن الرواية تستوعب مفهوم المحاكاة، دون أن تنشغل بنسخ الواقع وتمثله. وغاصت باعشن في مفهوم الرواية المعرفية، وأنها قد تدفع بطلها إلى استقصاء المعرفة من الآخرين، لكنها في المقابل تحفزه على الإصغاء لصوت الحكمة داخل النفس، وقالت: "إن كانت المعرفة عبارة عن مدركات عقلية تتكون في مجموعها من حقائق كلية، فإن الرواية المعرفية تضع حتى هذا التعريف أمام التحدي وتقدم أشكالاً متعددة من الفرضيات التي تهدد يقينيتها بعرض احتمال عدم قدرة البشر على إنشاء معرفة صلبة، فالبشر قد لا يعرفون العالم كما هو حقا، وربما يعرفونه كما يبدو لهم، ومن منظور جزئي، وحسب وجهة النظر".