قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري: إن رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة الذي توفي، الأسبوع الماضي، اتصل بنا قبل مقتله وأراد أن يظهر على التلفزيون ويعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو، وبعد ذلك مباشرة تم ضربه ولكن الفرصة لم تتح له كما حصل مع غازي كنعان الذي انتحر بخمس رصاصات، مشيرا إلى أن بشار الأسد ليس صوت الاعتدال، وأنه المصنع الذي ينتج التطرف. وأكد الحريري إلى أنه يمكن منع إشعال حرب أهلية في لبنان، في حال قامت المجموعات اللبنانية المختلفة بتنفيذ مجموعة من الخطوات، وأن يلتزم المجتمع الدولي بإنهاء الحرب في سوريا. وقال: إن الفراغ في سُدة الرئاسة أمر خطير جداً، ويسهم في شل جميع مؤسسات الدولة، وإن الشعور بأن الأمور تسير بشكل طبيعي من دون رئيس، أمر خطير للغاية، مشددا على ضرورة الالتزام بإعلان بعبدا، الذي يدعو إلى حياد لبنان عن الصراع السوري. وذكر بأن مشاركة حزب الله في الدفاع عن ديكتاتورية الأسد في سوريا، قد أدت إلى استيراد الإرهاب إلى لبنان. وقال: اتصل بنا رستم غزالي قبل مقتله، وأراد أن يظهر على تلفزيون المستقبل، ويعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو، وبعد ذلك مباشرة تم ضربه، ولكن الفرصة لم تتح له, مؤكداً أن حلفاء إيران في العراق، والأسد في سوريا، نسقوا فيما بينهم، وأفرجوا عن الآلاف من عناصر القاعدة، الذين أنشأوا في وقت لاحق ما يعرف الآن باسم داعش. وأوضح خلال مشاركته في جلسة حوار عقدت في ويلسون سنتر في واشنطن: منذ زيارتي الأخيرة لواشنطن في يناير عام 2011، لقد شهدنا سلسلة من الثورات العربية، وثلاثة حروب إقليمية لا تزال مستمرة، واغتيال اثنين من أصدقائي المقربين والمساعدين، كما شهدنا ارتفاعا غير مسبوق للعمليات الإرهابية، وتوسعا سريعا لنفوذ إيران في المنطقة. ولفت إلى أن المنطقة العربية تواجه اليوم، تحديات كبرى، تتغذى من بعضها البعض، فمن ناحية تمارس إيران سياستها التوسعية، من خلال تدخلها في البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين على سبيل المثال، ومن جهة أخرى، يقوم متطرفون وجهاديون يزعمون أنهم يقاتلون باسم الإسلام بتهديد تدمير نسيج هذه المجتمعات، وهذان التهديدان، من الواضح أنهما يتغذيان من بعضهما البعض، فقد قام كل من حلفاء إيران وحكومة المالكي السابقة في العراق والأسد في سوريا بالتنسيق بينهم، للإفراج عن آلاف من عناصر تنظيم القاعدة، والتي أنشأت في وقت لاحق ما يعرف الآن باسم داعش، فيما يقوم جيش النظام بتسليمهم كل النفط الذي ينتج في محافظة الرقة، والتي أصبحت اليوم، تحت سيطرتهم. وذكر الحريري أنه من المهم أن نلاحظ أن إيران وداعش استغلتا القضية الفلسطينية، وخصوصا، اتهام العرب بأن أسلوب عملهم التقليدي لم يتمكن من حل القضية الفلسطينية، كذريعة لهجماتهم ضد المجتمع العربي والحكومات، ويبقى من الضروري حرمانهم من هذه الحجة، من خلال وضع حد لمعاناة الفلسطينيين من خلال حل الدولتين. وأضاف: في لبنان، نواجه العديد من التحديات، النابعة أساسا من حقيقة وجودنا على خطوط تماس كما يقول البعض، من الحضارات والأديان والمدارس الفكرية والمذاهب والأيديولوجيات والغرور والتناقضات، ولهذا السبب تتجلى خلافات المنطقة في كثير من الأحيان في بلدي لبنان، مشددا على أنه تظل أولويتي الأساسية والوحيدة هي حماية لبنان، أسمع الكثير من الأشخاص في المجتمع الدولي يكررون غالبا في كثير من الأحيان، أن لبنان لا يزال في وضع جيد، على الرغم من كل ما يجري في المنطقة، وعلى الأقل، هو يشهد بعض الاستقرار النسبي، لكن هذا الاستقرار ليس مستداما، ما لم يتم تعزيز مؤسسات الدولة، وإيجاد حل للحرب في سوريا. وقال: نحن في تيار المستقبل، نقوم بكل ما في وسعنا، وقلنا بكل وضوح، إننا لن نسمح أبداً بعودة الحرب الأهلية إلى بلدنا، ولن نلجأ أبداً إلى العنف مهما كان الأمر، على الرغم من أنه قد تمت مواجهتنا بالعنف والاغتيالات، وقد وقفنا بكل وضوح إلى جانب العدالة والاعتدال ومؤسسات الدولة، في مكافحة الإرهاب والتطرف، ولكن في حال استمرار الوضع الراهن فإنه سيكون من الصعب على نحو متزايد، منع ألسنة اللهب في المنطقة من إشعال حرب أهلية في لبنان، ويمكن منع هذا الأمر فقط، في حال قامت المجموعات اللبنانية المختلفة باتباع وتنفيذ مجموعة واضحة من الخطوات، وفي موازاة ذلك يلتزم المجتمع الدولي إنهاء الحرب في سوريا. وأضاف الحريري: للأسف، إن مشاركة حزب الله في الدفاع عن ديكتاتورية الأسد في سوريا، قد أدت إلى استيراد الإرهاب إلى لبنان، ونحن نرى أنه يجب على الأجهزة الأمنية اللبنانية، تحديداً الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، أن تحارب الإرهاب، ولهذا السبب أنا أقوم بكل ما في وسعي لتأمين الدعم والمساعدة لهذه الأجهزة، وحالياً، نحن في حوار مع حزب الله، بهدف تنفيس الاحتقان في البلد، إلا أنه في المسائل الأساسية، مثل انسحاب مقاتلي حزب الله من سوريا، وانتخاب رئيس للبنان، فإن حزب الله لن يستمع إلا إلى إيران.