• كل يوم تزداد قناعتي أكثر وأكثر أن اشد أعداء المرأة هي المرأة نفسها ! .. لا أتحدث هنا عن طرائف الغيرة ونوادر مكائد النساء التي خاض فيها أدباء العربية بشراهة منذ بداية عصر التدوين وحتى اليوم ..بل أتحدث عن تلك الأنباء التي تتواتر كل يوم ، والتي زادت قناعتي في هذا الجانب رسوخاً.. ولعل آخرها ما تنادت به بعض المترفات من النساء من إحداث صدمة (بالسيارة) للمجتمع ، وانتزاع المقود بالقوة ..الأمر الذي من شأنه التأثير على كثير من قضايا وحقوق المرأة وإعادتها إلى الدرجة الأولى في سلم الاهتمامات ! . • وقبل أن يساء فهم كلامي اليوم، أو أن تفهم سطوري على أنها ترجيح لكفة (الممانعة)على (الموالاة) في قضيتنا السعودية الأزلية ( سياقة المرأة ) ، دعوني أكرر ما قلته سابقا من أن المرأة – من وجهة نظري الخاصة - مواطن كامل الأهلية لها جميع ما للرجل من حقوق وعليها ما عليه من واجبات . • قناعتي هذه بحقوق المرأة وإنسانيتها وآدميتها هي ما يدفعني للتعجب من إصرار بعض النخب النسوية المترفة على مصادمة المجتمع بين فترة وأخرى بقضية قيادة السيارة رغم إن كل الشواهد تقول إن معظم شرائح المجتمع لم تتهيأ لهذا الأمر بعد .. وحتى إن تفهمنا هذه الرغبة المترفة من بعض الأكاديميات وعضوات مجلس الشورى فان ما يعجز العقل عن استيعابه هو إصرار (صاحبات الصوت المسموع حكوميا وإعلامياً واجتماعياً ) على استفزاز مشاعر (من لا صوت لهن ) ، اللائي كن يأملن من بنات جنسهن إثارة قضايا أكثر إلحاحاً مثل العنف النفسي والجسدي المسكوت عنه .. وقضايا التحرش والاستغلال والعضل والبطالة . • لا أحد يستطيع أن يهزمك أكثر مما تفعل أنت بنفسك ..و أكثر من أساء الى حقوق النساء هم نساء يدفعن بقضية القيادة إلى الواجهة وكأنها الحق الأوحد المسلوب ، و يرفعن أصواتهن فوق صوت المعنفات والعاطلات على طريقة ( كرامر ضد كرامر ) أو كالتي تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثاً .. الأمر الذي يثبت أننا قوم نهوى الانشغال بالهوامش عن المتون ، وبالشكل عن المضمون .. وبالمُترف عن المهمّش والمطحون ! . • قيمة الأشياء تكمن في مدى الحاجة إليها .. فحفنة من تراب الشاطئ تُعدّ في نظر الغريق أثمن من كل ذهب الأرض .. فلا تهمشوا قضايا و حوائج الضعفاء والمساكين بتضخيم قضايا المترفين . m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain