لم أدرك بعد الحكمة أو المغزى من نشر خبر قيام شخص بالزواج من فتاتين خلال أسبوعين كانتا في ترتيب أزواجه الثالثة والرابعة، تم تصويره «منشكحا» وهو جالس على قمة جبل النور بعد أن أخذ الثالثة في مشوار لصعود برج الساعة الذي يوازي ارتفاعه مائة طابق سيرا على الأقدام وهي في الأيام الأولى من الزفاف، بينما أخذ الرابعة في مشوار صعود إلى غار حراء وهي في الأيام الأولى من زفافها أيضا! إذا كان مثل هذا النكاح وإعلانه وتمجيده يأتي من باب الطرافة فلا أعتقد أن رباط النكاح وهو رباط مقدس بني على ميثاق غليظ وشراكة طاهرة لها وزنها في الإسلام يسلم من خلاله إنسان ابنته لإنسان آخر ليبني عليها بكلمة الله حتى تستمر الحياة وتتم الاستجابة للفطرة.. لا أعتقد أن ذلك كله يأتي في مجال الطرافة وخفة الدم بل إنه ابتذال لجميع ما يعنيه رباط الزوجية من معانِ كريمة وأهداف عظيمة! وإذا كان هذا العريس الذي لم تكفه اثنتان من قبل قرر أن «يتربع» فما دخل الرأي العام في «تربيعه» الذي جاء صادماً لما هو متعارف عليه حتى بالنسبة للتعدد نفسه، فهو على حد تصريحه اغتنم ذهاب الثالثة التي بنى عليها قبل أيام قليلة إلى بيت أهلها، ولعلها فعلت ذلك بعد شعورها بالإرهاب من صعود سلالم برج الساعة الذي يرتفع في عنان السماء ثلاثمائة متر لينطلق ويعقد على الرابعة ثم «يمشعها» إلى جبل النور ليجلس على حجر منه واضعا يديه على ركبتيه وكأنه قد جاء برأس كليب مع أن مقارعي الخطوب يفعلون مثله وأكثر. وأسأل.. ما هي الرسالة التي أراد إرسالها إلى المجتمع؟ إذا كانت رسالته هي التشجيع على التعدد دون النظر لتعقيدات العصر وصعوبة تربية الأبناء والبنات، فإن الذين يؤمنون ببعض الكتاب وهو إباحة التعدد ولا يقفون عند قوله عز وجل «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، هؤلاء لا يحتاجون لمن يشجعهم على التعدد، كما أنهم قلما يبالغون بنتائجه وتعقيداته العصرية فهم لا يحتاجون إلى رسالة منه ولا من غيره، وإن كان الهدف من ذلك تشجيع المترددين فإن ذلك لا يكون بمثل هذه التفاصيل السمجة التي تدل على أنه كان «يلعب» ويتسلى بالواحدة تلو الأخرى، حتى أنه لم يكن بين الثالثة والرابعة إلا بمقدار خروجها لزيارة أهلها لأيام بعد بنائه عليها بأيام أيضا! وأخيرا فهل نقل مثل هذه الصورة بلا نقد لها أو توجيه بطلها يخدم المجتمع ويقدمه للعالم على أنه ذو قيم إنسانية واجتماعية عالية وغالية.. أم أن العكس هو الصحيح؟!