اشترت إيران صواريخ (300 إٍس) المطورة من روسيا بعد رفع حظر بيع السلاح عليها مقابل تجميد مشروعها النووي لعشرة سنوات، المقايضة فتحت المجال لإيران للتقوية في بناء ترسانتها العسكرية لتكملة هيمنتها على العراق وسوريا ولبنان وبالكاد كادت أن تهيمن على الدولة الرابعة اليمن، لتكون صعدة بمثابة - حزب الله بالجنوب اللبناني الذي افتعل فراغاً دستورياً للبنان بتعطيل رئيس منتخب بالإجماع فأضحى لبنان على مفترق طرق.. لا حكومة له تملك أحقية قرارها الوطني. روسيا جعلت من إيران حليفا لها بالشرق الأوسط نكاية بأمريكا فيما تقوم به الأخيرة من مضايقات بالقرم -أوكرانيا- فبهذا الاتجاه تحيد روسيا إيران عن التعامل الكلي مع أمريكا خصوصا في مبيعات السلاح لها.. رغم أن بيع الصواريخ الروسية المطورة لم تكن مقتصرة على إيران، لكن العملية بقصد التشفي الروسي من أمريكا لبيع السلاح لأعدائها، مثلما ها هي تبيع روسيا للصين صواريخ (400 إس) التي قال عنها الباحثون الصينيون المتخصصون بعلوم الفضاء إن دخول منظومة الأس 400 إلى الصين سيعطي العلماء الصينيين الكثير من الخبرة. لأن هذه الصواريخ جيل جديد من ضمن الدفاعات الجوية والبرية البعيدة المدى. وهذا ما حمل إيران على شراء صواريخ (300 إس) المطورة فهو الهوس العسكري على التسلح المدفوع بجنون العظمة الزائفة. روسيا تدرك جيدا أن إيران نمر من ورق فهي لا تدخل بحرب مباشرة مع عدو لكنها لولب محرك لإثارة الطائفية وإشعال الحرائق وهي في منأى عنها، بمعنى آخر فيما تقدمه من دعم لوجستي من سلاح ومال للأتباع من الشيعة المغرر بهم في الخليج والدول العربية، فروسيا لا يهمها موت شيعة وسنة الأهم عندها ارتفاع مدخراتها من بيع السلاح لطهران وغيرها. لماذا اشترت طهران هذه الصواريخ الروسية؟ وفق تصوري لأجل إرسال رسالة لأمريكا إنها قادرة على تنوع مشتريات الأسلحة دون الرجوع -للشيطان الأكبر- كما كانت تقول عنه دائما. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى هو لحصول زخم إعلامي بالعالم العربي وخصوصا دول الخليج بأنها دولة قادرة وتمتلك ترسانة مرعبة ومرهبة.. فيما لو تعرضت لأي هجوم جوي أو بري تكون هذه الصواريخ مضادات يتم اللجوء إليها عندما تقتضي الضرورة ذلك.. أليس ذلك كبرياء وغطرسة؟ وإفراغ لخزينتها على التسلح لحروبها الدسيسة على حساب شعبها الفقير الذي بأمس الحاجة لتنمية بلاده والكف عن التسلح الذي يتشدق به ملالية طهران!! التناغم الروسي الإيراني ليس فيما يقتصر على مبيعات السلاح للأخيرة لكنه العمل المشترك مثلما يحدث بسوريا وبموافقة النظام السوري وفق مصالحهم لتبقى تحت الوصاية الإيرانية. فكاد التناغم الروسي الفارسي أن يوقف الجرم الكبير باليمن بتعطيل آلت الحرب على الحوثي ممثلة -بعاصفة الحزم- فيما لو استخدم الروس الفيتو بمجلس الأمن الدولي. لكن حنكة ساسة الخليج ودهاء سفرائنا بهيئة الأمم المتحدة استطاعوا أن يقنعوا الروس بعدم استعمال الفيتو ليأتي القرار الأممي لصالح -عاصفة الحزم- وامتناع الروس عن التصويت، روسيا بالطبع تدرك أنها في حالة التصويت ضد القرار بأنها خلقت لنفسها مشكلة أخرى مع العرب موازية للمشكلة السورية، فالتزمت الحياد. أعتقد أن الموازين الإقليمية والدولية بالشرق الأوسط، سيعاد ترتيبها من جديد، بعد ما ظهرت فجأة قوة دول الخليج وحلفائها التي أربكت طهران والعالم أجمع. فسيكون للدول الخليجية والحلفاء ألف حساب من الآن وصاعدا خاصة بعد أن نجحت عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها قبل توقفها وبدء عملية إعادة الأمل لليمن ولتنتفي مقولة إن أمريكا والغرب بما فيها روسيا ستجعل من طهران -شرطي المنطقة- فاليوم ضابط المنقطة وليس شرطيها هو من يتسيد المشهد العالمي بالشرق الأوسط، هي السعودية وحلفاؤها دول الخليج بالمنطقة، فأمريكا والغرب اليوم بحاجة لنا ولسنا بحاجة لهم. فنحن بزمن الأقوياء لا الضعفاء. فدول الخليج وحلفاؤها من العرب هم القادرون على حماية أوطانهم فيما لو اقتضت ضرورة التدخل لإنقاذ بلد عربي.مثلما هي الحال عليه باليمن. إيران الآن تضعضعت سمعتها وانتفت مصداقيتها وكل ما لديها هو حرب إعلامية عبر صحفها وقناواتها وأذنابها.. وليتنا اكتفينا بتهريج المفتري حسونة؛ فقد خرج علينا قبل أيام قليلة الولي الفقيه بقم، ليعلن خامنئي، تعبئة للجيش ليكون جيشه على أهبة الاستعداد فهذا هو الدجل الإعلامي لملالي طهران لإيهام الأتباع بأن طهران مستعدة للحرب. وما هي إلا أيام ثم ينكفئ خامئني على كذبه ودجله كالمعتاد وزمرة ملالية صفوية همها الرغي ومحاربة طواحين الهواء فهي نمر من الورق بعيدة عن المواجهة. فكل حروبها حروب دسيسة وخسيسة فهؤلاء هم الفرس المجوس..!!