الذين هم في سن شيخوخة هذا العصر من مواطنينا هم جيل تاريخي يختلف تماماً عن صاحب شيخوخة في أي دولة عربية أخرى.. ليس بالمقارنة بين نوعية القدرات المتوفرة في هذا العصر، أو بين ما هو قديم.. لكن المقارنة توضح لك ولكل عربي أن هذه الفئة السعودية عاشت واقع قرى فقيرة جداً، وأيضاً حقيقة الحضور لعدد محدود من سكان القرى ومواقع البادية، حيث نحن طبعاً نعيش الآن واقع ارتفاع العدد السكاني، وأيضاً حقائق واقع تنوّع الإمكانيات، وكذا واقع حقائق الثروات.. لا توجد مقارنة إطلاقاً مع أي بلد عربي آخر.. عشنا عصر فقر معروف، لكن عشنا أيضاً حقائق مراحل انطلاق بالقدرات الذاتية للأشخاص، وكذا للمدن، حتى توفّر خلال ما لا يقل عن السبعين عاماً كفاءة الوصول إلى مجد الوصول نحو الأولوية العربية.. ليس بالقدرات وتنوّعها فقط، وإنما بكفاءة المسلكية القيادية.. منذ البداية.. التي لم تقبل أن تكون مجرد «بعض» لفئة أخرى، وإنما بالصبر ومتابعة الوعي كي يتم الوصول إلى ما هو حقائق مجد خاص في كل مدينة سعودية عبر هذا الحاضر وما هو فيه من روائع خصوصيات تقدم لم تتواجد عند أي آخرين.. يستطيع المواطن أن يتابع براهين الحقائق حين يتابع كل مسار لانطلاقات التعليم.. انطلاقات التقارب والتفاهم حتى توفّرت جزالة شمولية المواطنة التي جمعت الكل نحو مصداقيات الواقع الأفضل عربياً.. الانطلاق من بداوة يصلك عبر الكثيرين معلومات تقول بأن الجزيرة العربية قبل عصر الحكم السعودي كانت مبعدة عن التقارب والتفاهم مع ما في بغداد ودمشق من تواصل إمكانيات التقدّم في الزمن القديم، منذ أتت حقيقة الهروب من الجزيرة العربية بعد عصر الخلافة الإسلامية إلى عصور الاستئثار بمكاسب القدرات.. عبر وسائل الحكم.. نعم نحن حالياً في أرقى تمدّن الأحياء السكنية الحديثة.. لكن مازال في ذاكرتنا الشيء الكثير من الود والمحبة لما كانت فيه طفولتنا وشبابنا من سعادة في عصر دخنة القديم.. ولنا لقاء مع ذلك الماضي.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net