ضمن فعاليات مهرجان سينما الجنوب في مدينة ليون الفرنسية، قدم الفيلم المصري القط.العمل يحكي قصة القط الذي يصارع في وجه عصابة من تجار الأعضاء البشرية، تقوم بخطف الأطفال في أحياء القاهرة الفقيرة. خلال محاربته للتجار القط يعيش صراعاً داخلياً خشية أن يتحول إلى شخص شرير كهؤلاء الذين يواجههم. الفنان عمر واكد الذي يرى ظاهرة الأطفال في شوارع مصر تثير القلق، قام بإنتاج العمل وأداء الدور الرئيسي في الفيلم. خلال فعاليات المهرجان يورونيوز التقت النجم المصري: قرأت في مامضى عن حادث جرى لأطفال تم العثور عليهم ميتين في مكبٍ للنفايات بشكل مؤسف. عثر على الأجساد وقد تم انتزاع بعض الأجزاء منها. صدمت بشكل كبير عندما عرفت أن هذا النوع من الأشياء قد يوجد في الحقيقة. كاتب السيناريو ومخرج الفيلم إبراهيم البطوط، استلهم القصة من أسطورة أوزيريس الفرعونية. الملك الذي قتل على يد أخيه ست، وقطع إلى 14 قطعة، قبل أن تقوم زوجته إزيزس بالبحث عن أجزائه وتعيد له الحياة. العمل يدين تلك الممارسات اللاإنسانية التي قد يتعرض لها أطفال أبرياء. عمر واكد يستنكر العالم السفلي الذي قد ينحدر إليه البشر، يقول: جميع الأديان قدّست الجسد. سواء الديانة الفرعونية أو اليهودية أو المسيحية أوالإسلام. الجسد شيء مهم، لكن الأمر وصل بنا إلى مرحلة من التدني يمكن فيها استعمال الجسد بشكل فجٍ يكاد لايصدق. النجم فاروق الفيشاوي جسد دور الرجل الغامض الذي يمسك بجميع خيوط اللعبة، ويتحكم بها بطريقة شريرة. الفيلم يقدم صورة قاتمة عن الشر الذي يحيق ببلد ضارب في جذور الحضارة كمصر. ****************** الفيلم بيفور سنوفول عرض في المهرجان أيضاً، إنه يتتبع رحلة الشاب سيّار الذي غادر قريته في كردستان العراق إلى أوروبا بحثاً عن أخته نرمين. سيّار الذي أصبح رجل العائلة بعد وفاة والده يريد أن يثأر لشرف العائلة بعد هرب أخته إلى أوروبا للزواج من الرجل الذي تحبه. البحث عن ممثل لتأدية دور سيّار تطلب عامين كاملين. يورونيوز التقت مخرج العمل هشام زمان، وعن اختياره للشخص الذي أدى دور البطولة يقول: الفتى بقي محتفظاً بألبسته الشخصية، احتفظ بمعطفه وبحذائه. رغبت أن يكون طبيعياً. لم يكن لديه أية تجربة سينمائية، ولم يخرج من كردستان مسبقاً. ببساطة إنه يجسد الشخصية القروية التي تخيلتها في النص. سيّار يغادر من كردستان باتجاه تركيا بطريقة غير شرعية داخل خزان شاحنة لنقل البترول. الطريق التي سيسلكها محفوفة بالمخاطر والعقبات. نرمين أخت سيّار الهاربة ليست المظلومة الوحيدة من عبء التقاليد المحلية. هشام زمان يقول: المرأة ليست المظلومة الوحيدة بل الرجل أيضاً. الفتى سيّار، يمكن أن يكون كأي فتى أوروبي أونرويجي. لكن قدره شاء أن يولد في هذه المنطقة الجغرافية حيث الحرب جزء من الحياة اليومية. إنه أمر أثرَّ عليه بشكل كبير، إذ لم يتلق تعليماً في المدرسة واضطر للتعلم من الحياة. الممثلون في فيلم هشام زمان ليسوا ممثلين محترفين، وهو ما يعطي هذا العمل الروائي لمسة وثائقية.