أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أمس، حكما ابتدائيا على سعودي بالسجن 13 سنة، ومنعه من السفر لانتمائه إلى تنظيم داعش في سوريا، ومشاركته في القتال هناك، وتوليه مهمة حراسة أحد مصانع الأدوية، والمرابطة في ريف اللاذقية، وتكفيره حكام الدول العربية، وعزمه على المشاركة في نقل القتال مع «داعش» من سوريا إلى السعودية، وذلك بعد مبايعته زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، عبر وسيط تونسي يكنى «أبو جعفر الحطاب». وأقر المدان، الذي منع من السفر بعد خروجه، بمدد مماثله لسجنه، بالسفر إلى تركيا، ثم سوريا، والمشاركة في القتال هناك، من دون إذن ولي الأمر، مسيئا لسمعة بلاده، والتدرب على الأسلحة في المعسكرات. وتعود تفاصيل المدان حسب استجوابه بعد القبض عليه، إلى أنه كان يعاني تأنيب الضمير بسبب استخدامه مادة الحشيش المخدر، وإهماله فروضه الدينية، ما جعله يفكر في الخروج إلى سوريا بعد مشاهدته عددا من المقاطع للمقاتلين هناك، وعرض الأمر على صديقه فوافق على ذلك، وقرر الاستقالة من عمله، وطلب منه السفر إلى البحرين، للتمويه على الجهات الأمنية السعودية، من أجل السفر إلى تركيا، وهو يحمل معه هاتفا لسعودي يدعى «أبو الحارث»، يساعده في الدخول إلى سوريا. ووصل المدان إلى مدينة أنطاليا التركية، وتواصل مع «أبو الحارث»، وقام بتزويده برقم شخص آخر سوري الجنسية يكنى «أبا عبد الرحمن»، الذي طلب منه السفر إلى مدينة أنطاكيا، حيث التقى به هناك، واصطحبه إلى قرية خربة الجوز على الحدود التركية السورية، ثم التقى بشخص ثالث سعودي الجنسية يكنى بـ«أبو ناصر»، وذهب به إلى مضافة قريبة، ومكث هناك قرابة أسبوعين. واعترف المدان، أنه قابل سعوديا ثانيا يكنى بـ«أبو سلطان»، وهو يعد أمير كتيبة صقور العز في سوريا، ومكث معه قرابة شهر، ودخلا بعدها إلى مدينة حلب، من أجل الانضمام إلى المعسكر التدريبي، والتقى هناك بقائد المنطقة وهو سعودي ويكنى «أبو راشد القحطاني»، وتدرب هناك نحو شهرين على الرياضة واستخدام السلاح الثقيل والخفيف، والقنابل اليدوية، وكذلك مضادات الطيران، تحت إشراف شخص مغربي يكنى «أبو عبيد المغربي»، ثم مارس مهام عمله بالمرابطة في ريف مدينة اللاذقية، ثم خاض معارك وقتالا في حينها في دير الزور. وأقر المدان خلال استجوابه، بأنه اتفق مع أحد زملائه على الانضمام إلى «داعش»، حيث اتجها إلى منطقة حريتان، واستقبلهما هناك شخص سعودي ويكنى «أبو الجراح»، حيث بقيا في مقر اللجنة الشرعية لمدة أسبوعين، ثم انضما إلى مجموعة تسمى «أبو نصار»، التي اتضح أن عناصرها تكفيريون، ويعملون على تكفير الحكومات العربية، خصوصا السعودية، إضافة للجماعات المسلحة في سوريا التي تخالف تنظيم داعش، ثم كلف بحراسة مصنع الأدوية لمدة أسبوع. ونقل عناصر «داعش» المدان، إلى كتيبة «أبو نصار» التابعة للتنظيم في منطقة تسمى تل رفعت، وكلف بالمرابطة والحراسة على قرية الشيخ سعيد، إلا أن صديقة قرر الانشقاق عن التنظيم والعودة إلى أسرته، وحاول إقناعه بمرافقته إلى السعودية، ورفض ذلك، وقام بمساعدته في الخروج من سوريا. وأعترف المدان، أن الجيش الحر وكتيبة أحرار الشام، ألقيا القبض عليه، وعرض على لجنة شرعية لمناصحته بخطورة انضمامه إلى «داعش»، حيث أطلق سراحه بعد 20 يوما، إلا أنه عاد من جديد إلى تنظيم داعش، وانضم إلى الكتائب الموجودة في منطقة الليرمون، ثم نقل إلى منطقة أعزاز لدى جماعة «أبو نصار»، حيث تجدد القتال مرة أخرى مع الجيش الحر في حلب وحريتان وأعزاز، وسقطت خلاله أعداد كبيرة من القتلى بين الطرفين، وكذلك أهالي القرى في تلك المنطقة. وأضاف: «مع اشتداد المعارك بين تنظيم داعش، وقوات الجيش الحر وكتائب أحرار الشام في منطقة أعزاز وحلب، طلب من أعضاء التنظيم الصمود والولاء للتنظيم، في محاولة لكسب تأييدهم وضمان عدم انشقاقهم، وأن يقوم جميع العناصر بتأدية البيعة لقيادة التنظيم يدا بيد، إلى شخص ينوب عن (أبو بكر البغدادي)، حيث قدم البيعة خلال وجوده في منطقة المعسكر في حلب لشخص تونسي يكنى (أبو جعفر الحطاب)». وكان المدان يقر خلال انضمامه مع «داعش»، بأن الحرب المقبلة بعد تحرير بلاد الشام من قبل «داعش»، حسب مزاعم التنظيمات الإرهابية، هي تحرير الجزيرة العربية على حد وصفهم، حيث لاحظ أن غالبية عناصر التنظيم من الشباب السعودي هم من صغار السن، وهم متأثرون بشكل كبير بالفكر التكفيري، إلا أن اتصالات والدته المتكررة جعلته يهرب من سوريا إلى السعودية، حيث جرى القبض عليه في جدة.