لا شك أن الدعوة التي أطلقها القطاع الخاص من أجل إعداد ميثاق عمل لمنع تسرب السعوديين من القطاع الخاص تعد جيدة بكل تأكيد، بغض النظر عن بواعثها الأساسية المتعلقة بإقرار إجازة اليومين، والواقع أن نسبة التسرب التي وصلت إلى أكثر من 30% من القطاع الخاص أثرت بشكل كبير على استقرار خطط التوطين طوال الفترة الماضية، وذلك لأسباب أغلبها يتعلق بطول ساعات العمل وضعف الرواتب، وبكل تأكيد عندما يتم العمل بهذا الميثاق بشكل عملي، ستتراجع نسبة التسرب الوظيفي من الشركات من أجل 500 ريال زيادة في الراتب على سبيل المثال. إن الموظف السعودي له بكل تأكيد بعض المبررات من أجل الانتقال بين أكثر من موقع للعمل، ومنها ضعف الرواتب وبيئة العمل غير المناسبة التي تصل فيها ساعات العمل إلى 12 ساعة، إن نجاح هذا الميثاق من شأنه أن يحد من الهدر المالي في إعادة التدريب والتأهيل، والمبالغ التي تدفع أيضا للشركات الموظفة للعمالة، كما أن ذلك سيظل مرهونا بإقرار إجازة اليومين أسبوعيا، وجعل ساعات الدوام 8 ساعات بحد أقصى يوميا، ويبقى على الموظف أن يدرك قيم العمل بإخلاص وولاء للشركة التي يعمل بها، وأن تدرك الشركة في نفس الوقت أن استثمارها الحقيقي يكمن في موظفيها القادرين فقط على إنجاحها وتحقيق المعادلة الصعبة، سعودة وإنتاجية مرتفعة في ذات الوقت، وعند هذه النقطة فقط ستختفى من قاموسنا السعودة الوهمية والتسرب وهدر المليارات.