من النادر أن يكون هناك حواربين عدة أفراد تتطابق فيه جميع الآراء بشأن كافة القضايا المطروحة ،فلكل شخص وجهة نظر معينة قد تختلف عن باقي الأفراد ، وقد يكون هذا الاختلاف إيجابياً إذ أنه يساعد على النقاش والحوار والخروج بنتائج أفضل للمصلحة العامة ، كما إنه يساهم في الاستفادة من تجارب الآخرين والتعرف على خبرتهم التي اكتسبوها خلال مسيرة حياتهم . من الأسس التي يقوم عليها أي حوار هي الوصول إلى الحقيقة وعدم الانتصار للذات والسعي لإثبات خطأ الطرف الثاني فضلاً عن الإساءة إليه غير أن بعض المتحاورين لايكون هدفهم هو الوصول إلى الحقيقة بقدر رغبتهم في إسقاط من هو أمامهم واحتقارهم ولو كان ذلك بشتمهم أوحتى وصفهم بصفات عنصرية مع حرصهم أن يكون ذلك كله في إطار الاحترام الكامل لجميع الأطراف وهذا يعني أننا نقدم اليوم أسلوباً جديداً في الحوار يسمح لطرف بأن يشتم طرفاً آخر مع احترامه وتقديره له . هذا الأسلوب الجديد في الحوار بدأ يطفو على السطح حتى أصبح السمة الأغلب في كثير من حواراتنا ولا أعرف كيف يمكن أن يجتمع الشتم والعنصرية مع الاحترام والتقدير وكيف يمكن أن تجتمع الثقافة والأدب مع التطاول والإهانة فكل ماسبق أصبح وللأسف حال بعض حواراتنا التي يتصدر لها كثير ممن يطلق عليهم صفات المثقفين أو الخبراء أو المستشارين . نحن بحاجة لأن نعيد النظر في أسلوب حوارنا لبعضنا البعض وقبل ذلك نحن بحاجة لأن نعيد النظر في علاقتنا مع بعضنا البعض كأبناء لوطن واحد فلاندع مجالاً للتصنيفات ولا مجالاً للتمييز بين لون أو عرق أو جنس ولامجالاً لأن نحتقر بعضنا البعض لأسباب ترتبط بلقب أو نسب فهؤلاء الذين يحتقرون الآخرين لتلك الأسباب لم يملكوا هم أنفسهم أن يختاروا لأنفسهم قبيلتهم أو لونهم أو عرقهم. علينا أن نترفع عن هذه التصرفات وأن نسعى لتوطيد عرى المحبة والأخوة واللحمة بين أفراد المجتمع وأن نضرب بيد من حديد كل من يسعى لشق الصف وزرع الفتنة بين أبناء هذا الوطن . Ibrahim.badawood@gmail.com