يردد سكان الثقبة المثل القائل: «ما أشبه الليلة بالبارحة». ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي تحديداً، شهدت مدينة الخبر زحاماً «مهولاً» بسبب إغلاق نفق الراشد «موقتاً» لصيانته. وانتهت المدة من دون تغير يُذكر. بيد أن الأمر يتكرر مرة أخرى، بعد تفعيل قرار إغلاقه أول من أمس، ليستمر الوضع أسبوعاً كاملاً. ونفذ القرار من جانب إدارة المرور بالمنطقة الشرقية بشكل «متعسّر»، فقد قامت بالإعلان عن توقيت الصيانة قبل أسبوعين، وأطلقت وعوداً بتوفير طرق بديلة، وتأمين أفراد ميدانيين لتسهيل حركة السير. إلا أنها قررت تأجيل الإغلاق إلى أجل غير مسمى. واستمر ذلك 48 ساعة على أقل تقدير، حتى فاجأت أصحاب المركبات بالتحويلات الممتدة إلى داخل الأحياء، ما جعل المشوار البسيط يستغرق ساعات. ويبدو أن القرار لم يعتمد على دراسة دقيقة، إذ جاء بالتزامن مع بداية إجازة الأسبوع، الذي يشهد خروج العائلات للتنزّه، إضافة إلى تدشين احتفالية في أحد المجمعات التجارية الشهيرة القريبة من النفق في الوقت ذاته، ما يدفع نحو 474 ألف نسمة من سكان مدينة الخبر إلى البقاء في منازلهم، خشية الوقوع في الزحام، الذي يحتاج تجاوزه إلى ساعات. وقرر سائقو مركبات المرور من طريق «شارع مكة»، داخل حي الثقبة، المتقاطع مع شارع الملك عبدالله، من أجل الوصول إلى الطريق السريع (الجزائر)، وبدلاً من تسهيل عملية السير من إدارة المرور، كانت التحويلات «سيدة الموقف»، إذ أجبرتهم على الدخول إلى حي العقربية، وللعودة منه إلى الطريق ذاته، للدخول إلى طريق الملك عبدالله، وإكمال المسير. وتسبب ذلك في قطع المركبات الإشارات المرورية، وعدم الالتزام بها، لوقوع بعضها في منتصف التقاطعات بسبب الزحام. فيما قام آخرون بعكس اتجاه السير داخل الأحياء، من أجل البحث عن طرق أسهل. فيما فضّل البعض الاستعانة بسائقي مركبات «التاكسي» للتخفيف على أنفسهم عناء الوقوف الطويل، والمشي بشكل متقطّع، عازين السبب إلى أن سائقي سيارات الأجرة يملكون خبرة في الدخول والخروج من الطرق المختصرة، كذلك تحمّلهم المخالفات في حال عدم التزامهم بالسير بشكل صحّي. وطالب مهتمون بضرورة تغيير النفق، وإعادة بنائه من جديد بشكل يتحمل الضخّ البشري الذي تزايد في الـ20 عاماً الأخيرة. وأوضحوا أن العمر الافتراضي للنفق هو 20 عاماً، فيما عمره الفعلي 42 عاماً، إضافة إلى أن تصميمه قديم، لافتين إلى أنه بعد دخولهم النفق يواجهون انحساراً وتداخلاً في المسارات، التي تبدأ بخمسة فتتقلّص إلى ثلاثة، وهي حالياً في الصيانة. يذكر أن إدارة المرور قامت بالتنسيق مع جهات أخرى بإغلاق النفق، وتم تحديد التوقيت في الصباح الباكر من أول من أمس، ثم تأجّل إلى أمس، إلا أن التقرير المرفوع أكد عدم الجاهزية، فيما تم التأجيل حتى يوم أمس. وجاء ذلك وفق ما تم تحديده من طريق اللجان المختصة، إذ إنه لن يدوم طويلاً، وسيتم من خلاله رفع الملاحظات من خلال إدارة الطرق. وأوضحت أن النفق سيغلق للقادم من طريق العزيزية باتجاه الظهران لمدة أسبوع، وسيتم تحويل حركة السير باتجاه طريق الملك عبدالله، ثم الالتفاف من تقاطعه مع شارع مكة. وأكدت وجود بدائل لمن يرغب في الوصول لمطار الملك فهد أو الاتجاه للجبيل أو الأحساء، للقادمين من أحياء العزيزية، وكذلك طلاب جامعة الأمير محمد بن فهد باستخدام طريق أبو حدرية للوصول لأهدافهم بطرق أسهل.