* الأسبرين: بين المنافع والمخاطر * مما يلاحظ على كثير من الناس أخذهم لحبوب الأسبرين بطريقة خاطئة ومن دون أخذ مشورة الطبيب، متجاهلين ما لهذا العقار من مخاطر، كما له منافع. إنه بلا شك يساعد في منع تكوين جلطات الدم التي تسد الشرايين وتؤدي إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية، خصوصا لدى الأشخاص الذين ضاقت أوعيتهم الدقيقة بسبب تصلب الشرايين. وفي نفس الوقت فإن للأسبرين سلبيات، فيمكن أن يؤدي إلى القرحة وسرطان المعدة والنزيف المعوي، وفي حالات نادرة نزيف في الدماغ مهدد للحياة، وحساسية شديدة، وطنين في الأذنين، وتلبّك المعدة، والحرقة، وأخيرا فهناك بعض الأدلة تربط الأسبرين بالضمور البقعي الذي يسبب فقدان البصر. إذن فالأسبرين ليس دواء يؤخذ عشوائيا من قبل أي شخص ومن دون مشورة الطبيب. وقد وضع أطباء القلب معايير علمية عما إذا كان الشخص محتاجا لتناول الأسبرين وما مدى الاستفادة منه: أولا: أن يكون الشخص قد أصيب بالفعل بأزمة قلبية وسكتة دماغية، أو أنه يعاني من أمراض القلب. ويوصي الكثير من الجمعيات الطبية العالمية هذه المجموعة من الناس بتناول الأسبرين 81 مليغراما يوميا، حيث تفوق هنا فوائد الأسبرين مخاطره. وقد بينت البحوث التي ترأستها د. سامية مورا، لدكتوراه في أمراض القلب في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، أنه يخفض خطر تكرار حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية ثانية بنسبة 20%، والموت المفاجئ بنسبة 10%. ثانيا: أن توجد لدى الشخص مخاطر على القلب والأوعية الدموية من الدرجة المتوسطة إلى العالية: مثل التدخين، زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول في الدم، ومرض السكري، أو وجود تاريخ عائلي مبكر لأمراض القلب والأوعية الدموية. فقد وجد أن فوائد الأسبرين هنا توازن المخاطر، وعليه فتناول الأسبرين يوميا يقلل من فرصة حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية لأشخاص هذه المجموعة، خاصة الذين لديهم أكثر من عامل خطر واحد مما ذكر. ثالثا: أن تكون عند الشخص مخاطر في القلب والأوعية الدموية من الدرجة المنخفضة أو المنخفضة جدا: فلن يكون هناك داع طبي لأخذ الأسبرين وعليه لن تكون هناك فائدة كبيرة توازي التعرض لمخاطره. وعليه، ينصح معظم أطباء القلب بمناقشة الطبيب حول تناول الأسبرين إذا ما كان خطر الإصابة للمرة الأولى بنوبة قلبية أو سكتة دماغية يصل إلى 10% أو أعلى، حيث تكون فوائد الأسبرين أعلى من مضاعفاته الجانبية. * أخطار المسكنات والمهدئات * من الأخطاء الشائعة أن يتسرع الطبيب المعالج في كتابة وصفة طبية تحتوي على المسكنات والمهدئات لمرضاه الذين يعانون من الألم أيا كان نوعه من دون إعطاء التوجيهات الوقائية اللازمة من مضاعفاتها وآثارها الجانبية فهذه الأدوية وإن أدت إلى تخفيف الألم فورا، فإن تأثيرها مؤقت في معظم الحالات، وسوف يعود الألم ثانية عاجلا أو آجلا، إضافة إلى أنها لا تخلو من المخاطر الصحية، وفي بعض الحالات قد تسبب فرط التألم، أو زيادة الحساسية للألم، ناهيك عن آثارها الجانبية! هناك الكثير من الدراسات التي تحذر من الإسراع في وصف المهدئات والمسكنات خوفا مما يترتب عليها من مخاطر صحية، من أهمها: * رفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ومشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى إلى الضعفين أو أربعة أضعاف، كما هو مسجل مع الأدوية المسكنة غير الاستيرويدية، وهي الأكثر استعمالا من قبل المرضى سواء بوصفة طبية أو من دونها. * مشاكل حادة في الجهاز الهضمي، كما هو الحال مع الأسبرين مثلا. * زيادة ضغط الدم. * مشاكل في الكلى. * مشاكل الإدمان، كما هو الحال مع المسكنات الأفيونية Opioid painkillers التي توصف عادة لتخفيف الآلام الشديدة مثل آلام السرطان وما بعد العمليات الجراحية، وقد أضحت هذه الأيام من أكثر الأدوية تعاطيا. * زيادة معدلات الوفاة، فقد أصبحت تسجل بمعدل يومي بسبب تعاطي جرعات زائدة من المخدرات من دون وصفة طبية. وعليه فإن تناول المسكنات لمدة طويلة أو أخذ مجموعة متنوعة منها تتكون في كثير من الأحيان، على سبيل المثال، من مسكنات الألم ومضادات الالتهاب ومرخيات العضلات وأنواع أخرى من الأدوية التي تقتنى من الصيدليات، ما هي إلا «كوكتيل كيميائي سام» من شأنه أن يعرض الصحة لأخطار شديدة لا تحمد عقباها. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة a.khojah@asharqalawsat.com