بدأت محكمة استئناف القاهرة أمس تسلم وفحص طلبات المحامين والإعلاميين، لحضور محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين، في قضية قصر “الاتحادية” المقررة أولى جلساتها يوم 4 نوفمبر المقبل، وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة. وانتهت وزارة الداخلية من تجهيز قاعة المحاكمة، والمتهم فيها 14 من قيادات الإخوان. وقالت مصادر أمنية وقضائية، إن المحاكمة ستُعقد في معهد “أمناء الشرطة” بمنطقة “طرة”، وأنشئت فيه منصة لهيئة المحكمة وقفص اتهام بمساحة 30 مترا مربعا، لاستيعاب المتهمين الـ 15. يأتي هذا بالتزامن مع قيام عدد من قيادات ما يسمى “التحالف الوطني لدعم الشرعية”، الذي يتزعمه تنظيم الإخوان، بجولة أوروبية، للتحريض ضد النظام الحالي وقيادات الجيش، تحت اسم “الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية المناهضة للانقلاب”، بالتزامن مع عقد اجتماع لبعض قيادات التنظيم الدولي في “جنيف” وعلى رأسهم يوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية بالتنظيم. إلى ذلك، قضت محكمة “جنح” مدينة نصر برئاسة المستشار أحمد ثابت أمس برفض دعوى اتهام الدكتور محمد البرادعي النائب السابق لرئيس الجمهورية بتهمة خيانة الأمانة لعدم الاختصاص. وكان أحد المحامين أقام دعوى تطالب بمحاكمة البرادعي بعدما تم اختياره نائبا لرئيس الجمهورية، بصفته وكيلاً لجبهة الإنقاذ، كما جاء في نص استقالته في أغسطس الماضي بعد فض اعتصامي “رابعة العدوية” و”النهضة”، معتبرا الاستقالة خيانة للأمانة وخروجاً عن حد الوكالة التي حصل عليها من القوى الوطنية، وفقًا للدعوى. وفي السياق نفسه، جدد المستشار حاتم فضل رئيس نيابة الجيزة، حبس 111 متهماً من أنصار الإخوان، والمقبوض عليهم في أحداث حرق واقتحام كلية الهندسة بجامعة القاهرة. وعلى الصعيد الأمني، تمكنت أجهزة الأمن بالجيزة، من تحديد المتهمين بارتكاب حادث كنيسة “العذراء” بالوراق، التي راح ضحيتها 5 أشخاص فضلاً عن إصابة 16 آخرين. وأفادت التحريات أن المتهمين أحدهما ينتمي لجماعة جهادية، وآخر لجماعة سلفية، وأن أحدهما سبق اعتقاله عام 2009. وكشفت التحريات أن فريق البحث توصل لهوية المتهمين في الساعات الأولى من صباح أمس، وتم إعداد مأمورية لسرعة القبض عليهم. من ناحية أخرى، أُصيب نقيب شرطة وسبعة مجندين أمس من قوة تأمين الطريق الدولي، إثر انقلاب السيارة التي كانوا يستقلونها بطريق طور سيناء “شرم الشيخ”، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي الشأن السياسي، تعقد لجنة “الخمسين” لتعديل الدستور، ثاني اجتماعاتها المغلقة اليوم، للتصويت على المسودة الأولية لمشروع الدستور. وكانت لجنة “الخمسين” عقدت الثلاثاء الماضي اجتماعها الأول “المغلق” للتصويت على مسودة الدستور الأولية، واقتصر الحضور فيها على الأعضاء الأصليين، وأجلت حتى اليوم لمنح اللجان النوعية وقتا للانتهاء من باقي مواد الدستور، والتي كانت ولا تزال محل نقاش داخل اللجان النوعية. وشهد الاجتماع الماضي حالة من الجدل حول دور أعضاء لجنة الخبراء العشرة وانسحب على إثرها الخبراء من الاجتماع اعتراضاً على الأسلوب الذي تم التعامل به معهم، أثناء وضع الأعضاء الأصليين خطة التصويت على المسودة الأولى لمشروع الدستور. من جهة أخرى فتحت مدارس محافظة “شمال سيناء” أمس، أبوابها للطلاب بعد تأجيل الدراسة بها أكثر من أربع مرات، على خلفية العمليات الإرهابية التي ينفذها الإرهابيون، وكانت هي المحافظة الوحيدة، التي لم تبدأ فيها الدراسة بعد. وقامت قوات الجيش المصري بتأمين جميع المدارس وسط حضور مكثف من أهالي الطلاب، والقيادات الأمنية والتعليمية بالمحافظة، حيث بلغت نسبة الحضور بالنسبة للطلاب نحو 80 %، حسبما أكد وكيل وزراة التربية والتعليم حسن حجازي. وأضاف حجازي، أن المدارس مؤمَّنة بشكل تام، وهناك تعاون بين أولياء الأمور وهيئات التدريس، وستقوم المديرية منذ الصباح الباكر بتسيير لجان متابعة لكافة المدارس للتأكيد على اكتمال العملية الدراسية. وفيما أعرب أولياء الأمور عن سعادتهم ببداية العام الدراسي على رغم ما تشهد “سيناء” من توتر أمني، أكد عدد من مديري المدارس، أن بداية اليوم الدراسي كانت كالمعتاد بتحية علم مصر. وأغلقت المدارس أبوابها بإحكام، وفقاً لعمليات التأمين الشديدة، ومنعت إدارات المدارس الدخول لغير أولياء الأمور، الذين تكفلوا بنقل أبنائهم للمدارس، في تحد لكل مظاهر الإرهاب. وشهدت المدارس منذ الصباح وصول الآباء بصحبة أبنائهم، والذين انتظروهم حتى انتهاء طابور الصباح ودخول المدارس. من ناحية أخرى، كشفت جماعة “أنصار بيت المقدس” أمس، عبر فيديو على موقع “اليوتيوب”، عن منفذ عملية الهجوم على موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، التي وقعت بداية سبتمبر الماضي. وزعمت الجماعة، أن منفذ العملية الإرهابية، شخص يدعى “وليد بدر”، وملقب بـ “غريب”، والذي تخرج في الكلية الحربية عام 1990 والتحق بالجيش ثم غاب عنه لفترة، وبعد ذلك هاجر إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد هناك، ومن ثم شارك بالجهاد في العراق، وظهر “بدر” في الفيديو يرتدي زياً قديماً للجيش. وأكدت الجماعة أنه جاء إلى مصر لتنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم. وفي دبي، التقى نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس، رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي الذي يزور الإمارات حاليًا. وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة. كما جرى استعراض مجمل الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في مصر والتطورات التي تشهدها في ضوء التحولات السياسية التي حصلت على الساحة المصرية. ووقعت أبو ظبي والقاهرة أمس اتفاقا لدعم البرنامج التنموي المصري، تقدم بموجبه الإمارات مبلغ 9ر4 مليارات دولار؛ لتنفيذ عدد من المشاريع لتطوير القطاعات والمرافق الخدمية بمصر، بحضور ولي عهد أبو ظبي الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي. ويشمل الدعم منحة مالية قدرها مليار دولار تمت إجراءات تحويلها لمصر في يوليو الماضي، إضافة لتخصيص أكثر من مليار دولار للمساهمة في توفير جزء من كميات الوقود والمحروقات التي تحتاجها مصر. وتضم المشاريع التنموية بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب بسعة 15 ألف طن للصومعة الواحدة، وبناء 79 وحدة للرعاية الصحية الأساسية، وإنشاء 50 ألف وحدة سكنية، وتوفير خدمات الكهرباء عبر مشاريع الطاقة المتجددة لمجموعة من القرى والمناطق غير المرتبطة بالشبكة الكهربائية. وفي قطاع التعليم سيتم بناء 100 مدرسة في مختلف مناطق مصر، وتشمل التعليم العام والمهني لخفض مستوى الأمية وتخفيف الضغط عن المدارس الحالية.